Tafsir Al-Quran Al-Azim - Juz' Amma

Abd al-Malik ibn Qasim d. Unknown
88

Tafsir Al-Quran Al-Azim - Juz' Amma

تفسير القرآن العظيم - جزء عم

Maison d'édition

دار القاسم للنشر

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

﴿أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ﴾ وهذا الاستفهام، وبدأ بالإبل؛ لأن أكثر ما يلابس الناس في ذلك الوقت الإبل، فهم يركبونها ويحلبونها، ويأكلون لحمها، وينتفعون من أوبارها، وعلى ما هي عليه من الخلق البديع، من عظم جثتها، وفريد قوتها، وبديع أوصافها. ﴿كَيْفَ خُلِقَتْ﴾ يعني: كيف خلقها الله ﷿، هذا الجسم الكبير المتحمل، تجد الإبل تمشي مسافات طويلة لا يبلغها الإنسان إلا بشق الأنفس وهي متحملة. ﴿وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ﴾ يعني: وينظرون إلى السماء كيف رفعت هذا الارتفاع العظيم بلا عمد وبما فيها من النجوم، والشمس، والقمر. ﴿وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ﴾ هذه الجبال العظيمة التي تحمل الصخور رفعت على الأرض، مرساة راسخة لا تميد ولا تميل ولا تزول. ﴿وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ﴾ أي: مدت مدًا واسعًا وسهلت غاية التسهيل؛ ليستقر الخلائق على ظهرها، ويتمكنوا من حرثها وغرسها والبنيان فيها، وغير ذلك من الفوائد العظيمة. بعد هذه الآيات وذكر المعجزات والمخلوقات يعيد سبحانه الكرة مرة أخرى للأصل الذي خلق من أجله الإنسان، ألا وهو عبادته سبحانه وما كلف به الرسول ﷺ من الدعوة والقيام بأمرها، وأمره بالوعظ والتذكير فقال تعالى. ﴿فَذَكِّرْ﴾ أمر الله ﷾ نبينا محمد ﷺ أن يذكر ويعظ ويخوف.

1 / 95