Tafsir al-Quran al-Azim - Al-Sakhawi

Al-Din al-Sakhawi d. 643 AH
52

Tafsir al-Quran al-Azim - Al-Sakhawi

تفسير القرآن العظيم - السخاوي

Chercheur

د موسى علي موسى مسعود، د أشرف محمد بن عبد الله القصاص

Maison d'édition

دار النشر للجامعات

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Genres

﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهًا وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٥) إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ماذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَما يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفاسِقِينَ (٢٦)﴾ والبشارة: أول خبر سار صادق. والجنة: البستان المظلل بأغصانه وأوراقه؛ لأنه يستر ما حواه، وجن الليل: أظلم وستر بظلامه، والجنة: الجن؛ سموا بذلك لاستتارهم عن الأعين، والجنة: الترس؛ لأنه يستر من وراءه. الألف واللام في «الأنهار» عوض عن الإضافة، أي: أنهارها؛ كقوله: ﴿وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ﴾ [مريم: ٤] أي: رأسي. وقيل: هما للعهد المذكور في سورة القتال: ﴿فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ﴾ الآية [محمد: ١٥]. ﴿مِنْ تَحْتِهَا﴾ أي: تجرى من تحت غرفها؛ كقوله: ﴿لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ﴾ [الزمر: ٢٠]. وقيل: من تحت أشجارها؛ كما في بساتين الدنيا. وقيل: أنهار الجنة تجري في غير أخدود، وأهل الجنة يفجرونها تفجيرا كيف شاؤوا. ﴿كُلَّما رُزِقُوا﴾ من البستان ﴿مِنْ ثَمَرَةٍ﴾ فابتداء الرزق من البستان، وابتداء الرزق الحاصل من البستان من الثمرة ﴿قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ﴾ أي: في الدنيا؛ لأن ذلك يشاركه في الاسم خاصة لا في الطعم واللون والرائحة. وقيل: كلما جنوا ثمرة تخلفها أخرى فيشيرون إلى الحادثة ويقولون: ﴿هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهًا﴾ بسط لعذرهم في قولهم: ﴿هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ﴾؛ كقوله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً﴾ [النمل: ٣٤] ثم صدقها الله بقوله: ﴿وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ ﴿وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ﴾: من البول والغائط والحيض ومن مساوئ الأخلاق وفساد الأحوال بمخالطة من لا يصلح.

= ينظر: شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي (ص: ٢٤ - ٤٢٢) تحقيق جماعة من العلماء وتخريج الشيخ الألباني، ط ٣، المكتب الإسلامي.

1 / 61