Tafsir al-Nasafi
تفسير النسفي
Enquêteur
يوسف علي بديوي
Maison d'édition
دار الكلم الطيب
Édition
الأولى
Année de publication
1419 AH
Lieu d'édition
بيروت
Genres
Tafsir
﴿وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ﴾ انتصبا على الحال أى هاديا واعظا ﴿لّلْمُتَّقِينَ﴾ لأنهم ينتفعون به
وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (٤٧)
﴿وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإنجيل بِمَا أَنزَلَ الله فِيهِ﴾ وقلنا لهم احكموا بموجبه فاللام لام الأمر وأصله الكسر وإنما سكن استثقالًا لفتحة وكسرة وفتحة وليحكم بكسر اللام وفتح الميم حمزة على أنها لام كي أي وقفينا ليؤمنوا وليحكم يجوز أن يحمل على الجحود في الثلاث فيكون كافرًا ظالمًا فاسقًا لأن الفاسق المطلق والظالم المطلق هو الكافر وقيل ومن لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر بنعمة الله ظالم في حكمه فاسق في فعله
وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (٤٨)
﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الكتاب﴾ أي القرآن فحرف التعريف فه للعهد ﴿بالحق﴾ بسبب الحق وإثباته وتبيين الصواب من الخطأ ﴿مُصَدّقًا﴾ حال من الكتاب ﴿لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ لما تقدمه نزولًا وإنما قيل لما قبل الشئ هو بين يديه لأن ما تأخر عنه يكون وراءه وخلفه فما تقدم عليه يكون قدامه وبين يديه ﴿مّنَ الكتاب﴾ المراد به جنس الكتب المنزلة لأن القرآن مصدق لجميع كتب الله فكان حرف التعريف فيه للجنس ومعنى تصديقه الكتب موافقتها في التوحيد والعبادة وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ يوحى إليه أنه لا إله
المائدة (٤٨ - ٥٠)
إلا انا فاعبدون ﴿وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ﴾ وشاهدًا لأنه يشهد له بالصحة والثبات ﴿فاحكم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ الله﴾ أي بما في القرآن ﴿وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الحق﴾ نهى أن يحكم بما حرفوه وبدلوه اعتمادًا على قولهم ضمّن ولا تتبع معنى ولا تنحرف فلذا عدى بعن فكأنه قيل
1 / 451