377

Tafsir al-Nasafi

تفسير النسفي

Enquêteur

يوسف علي بديوي

Maison d'édition

دار الكلم الطيب

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1419 AH

Lieu d'édition

بيروت

Genres

Tafsir
عند الآخر وقوله ومن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وقوله ﴿وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصالحات﴾ بعد ذكر تمني أهل الكتاب كقوله ﴿بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته﴾ وقوله ﴿والذين آمنوا وعملوا الصالحات﴾ عقيب قوله ﴿وقالوا لن تمسنا النار إلا أيامًا معدودة﴾
وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (١٢٥)
﴿ومن أحسن دينًا ممن أسلم وجهه لله﴾ أخلص نفسه لله وجعلها سالمة له لا يعرف لها ربا ولا معبودا سواه ﴿وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾ عامل للحسنات ﴿واتَّبَعَ مِلَّةَ إبراهيم حَنِيفًا﴾ مائلًا عن الأديان الباطلة وهو حال من المتبع أو من إبراهيم ﴿واتخذ الله إبراهيم خليلا﴾ هو الأصل المخال وهو الذي يخالك أي يوافقك في خلالك أو يداخلك خلال منزلك أو يسد خللك كما يسد خلله فالخلة صفاء مودة توجب الاختصاص بتخلل الأسرار والمحبة أصفى لأنها من حبة
النساء (١٢٦ - ١٢٨)
القلب وهي جملة اعتراضية لا محل لها من الاعراب كقوله والحوادت جملة وفائدتها تأكيد وجوب اتباع ملته وطريقته لأن من بلغ من الزلفى عند الله أن اتخذه خليلًا كان جديرًا بأن تتبع ملته وطريقته ولوجعلتها معطوفة على الجمل قبلها لم يكن لها معنى وفي الحديث اتخذ الله إبراهيم خليلًا لإطعامه الطعام وإفشائه السلام وصلاته بالليل والناس نيام وقيل أوحي إليه إنما اتخذتك خليلًا لأنك تحب أن تعطي ولا تعطى وفي رواية لأنك تعطي الناس ولا تسألهم

1 / 399