344

Tafsir al-Nasafi

تفسير النسفي

Chercheur

يوسف علي بديوي

Maison d'édition

دار الكلم الطيب

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1419 AH

Lieu d'édition

بيروت

Genres

Tafsir
ﷺ والمؤمنين على إنكار الحسد واستقباحه وكانوا يحسدونهم على ما آتاهم الله من النصرة والغلبة وإزدياد العز والتقدم كل يوم ﴿فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب﴾ أى التوراة ﴿والحكمة﴾ الموعظ والفقه ﴿وآتيناهم مُّلْكًا عَظِيمًا﴾ يعني ملك يوسف وداود وسليمان ﵈ وهنا إلزام لهم بما عرفوه من إيتاء الله الكتاب والحكمة آل إبراهيم الذين هم أسلاف محمد ﵇ وأنه ليس ببدع أن يؤتيه الله مثل ما أوتي أسلافه
فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (٥٥)
﴿فمنهم من آمن بِهِ﴾ فمن اليهود من آمن بما ذكر من حديث آل إبراهيم ﴿وَمِنْهُمْ مَّن صَدَّ عَنْهُ﴾ وأنكره مع علمه بصحته أو من اليهود من آمن برسول الله ﷺ
النساء (٥٥ - ٥٨)
ومنهم من أنكر نبوته وأعرض عنه ﴿وكفى بجهنم سعيرا﴾ للصادين
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (٥٦)
﴿إن الذين كفروا بآياتنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ﴾ ندخلهم ﴿نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ﴾ أحرقت ﴿بدلناهم جُلُودًا غَيْرَهَا﴾ أعدنا تلك الجلود غير محترقة فالتبديل والتغيير لتغاير الهيئتين لا لتغاير الأصلين عند أهل الحق خلافًا للكرامية وعن فضيل يجعل النضيج غير نضيج ﴿لِيَذُوقُواْ العذاب﴾ ليدوم لهم ذوقه ولا ينقطع كقولك للعزيز أعزك الله أي أدامك على عزك ﴿إِنَّ الله كَانَ عَزِيزًا﴾ غالبًا بالانتقام لا يمتنع عليه شيء مما يريده بالمجرمين ﴿حَكِيمًا﴾ فيما يفعل بالكافرين
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا (٥٧)
﴿والذين آمنوا وَعَمِلُواْ الصالحات سَنُدْخِلُهُمْ جنات تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار خالدين فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أزواج مُّطَهَّرَةٌ﴾ من الأنجاس والحيض والنفاس ﴿وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًاّ ظَلِيلًا﴾ هو صفة مشتقة من لفظ الظل لتأكيد معناه كما يقال ليل أليل

1 / 366