[1 - سورة الفاتحة]
[1.1-6]
1- أنا إسماعيل بن مسعود، نا خالد - يعني: ابن الحارث، حدثنا شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن، قال: سمعت حفص بن عاصم يحدث عن أبي سعيد بن المعلي
" أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو يصلي فدعاه قال: فصليت ثم أتيته، قال: " ما منعك/ أن تجيبني؟ " قال: كنت أصلي، قال: " ألم يقل الله عز وجل { يأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم } [الأنفال: 24] ألا أعلمك أعظم سورة قبل أن أخرج من المسجد؟ " [قال: فذهب ليخرج] قلت: يا رسول الله قولك؟ قال: " الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم " ".
2- أنا سويد بن نصر، أنا عبد الله، عن مالك والحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع منه، عن ابن القاسم قال: حدثني مالك - واللفط له - عن العلاء بن عبد الرحمن، أنه سمع أبا السائب - مولى هشام بن زهرة - يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" كل صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن هي خداج هي خداج هي خداج - غير تمام "
قلت: يا أبا هريرة إني أكون أحيانا وراء الإمام، فغمز ذراعي، وقال: اقرأ بها يا فارسي في نفسك؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" قال الله عز وجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي، ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اقرؤا؛ يقول العبد: الحمد لله رب العالمين، يقول الله تبارك وتعالى: حمدني عبدي، يقول العبد: الرحمن الرحيم، يقول الله: أثنى علي عبدي، يقول العبد مالك يوم الدين، يقول الله: مجدني عبدي، يقول العبد: إياك نعبد وإياك نستعين، فهذه الآية بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، يقول العبد: اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين، فهؤلاء لعبدي، ولعبدي ما سأل " ".
[1.7]
قوله تعالى: { غير المغضوب عليهم ولا الضآلين } [7]
Page inconnue
3- أنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أن/ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" إذا قال الإمام: غير المغضوب عليهم ولا الضالين، فقولوا: آمين؛ فإنه من وافق قوله قول الملائكة، غفر له ما تقدم من ذنبه ".
[2 - سورة البقرة]
[2.22]
قوله تعالى: { فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون } [22]
7- أنا قتيبة بن سعيد، نا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله قال:
" سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: " أن تجعل لله ندا وهو خلقك " قلت: إن ذلك لعظيم، قلت: ثم أي؟ قال: " ثم تقتل ولدك أن يطعم معك " قلت: ثم أي؟ قال: " أن تزاني حليلة جارك " ".
[2.31]
قوله تعالى: { وعلم ءادم الأسمآء كلها } [31]
4- أخبرني إبراهيم بن الحسن، نا الحارث بن عطية، عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
Page inconnue
" يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا، فيأتون آدم فيقولون: يا آدم أنت أبو الناس، خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء، فاشفع لنا إلى ربك حتى تريحنا من مكاننا هذا ".
وساق حديث الشفاعة بطوله.
[2.35]
قوله تعالى: { اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما } [35]
5- أنا قتيبة بن سعيد، نا يعقوب، عن عمرو، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" " احتج آدم وموسى عليهما السلام، فقال له موسى: يا آدم، خلقك الله بيده، ثم نفخ فيك من روحه، ثم قال لك، كن، فكنت، ثم أمر الملائكة فسجدوا لك، ثم قال: { اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظلمين } فنهاك عن شجرة واحدة، فعصيت ربك، فقال آدم: يا موسى، ألم تعلم أن الله قدر هذا علي قبل أن يخلقني " ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد حج آدم موسى، لقد حج آدم موسى، لقد حج آدم موسى " ".
6- أنا عيسى بن حماد، أنا الليث، عن محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي [هريرة] عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" " لقي آدم موسى، فقال/ له موسى: أنت الذي فعلت بنا الفعل، كنت في الجنة، فأهبطتنا إلى الأرض، فقال له آدم عليه السلام، أنت موسى الذي آتاك الله التوراة؟ قال: نعم، قال: في كم تجد التوراة كتبت قبل خلقي؟ قال موسى عليه السلام: بكذا وكذا، قال آدم: فلم تجد فيها خطيئتي، قال: بلى، قال: فتلومني في شيء كتبه الله علي قبل خلقي " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فحج آدم موسى، فحج آدم موسى " ".
[2.57]
قوله تعالى: { وأنزلنا عليكم المن والسلوى } [57]
Page inconnue
8- أنا إسحاق بن إبراهيم، وعلي بن حجر قالا: أنا جرير، عن مطرف، عن الحكم بن عتيبة، عن الحسن العرني، عن عمرو بن حريث، عن سعيد بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" الكمأة من المن "
قال علي في حديثه:
" الذي أنزل الله على بني إسرائيل وماؤها شفاء للعين ".
[2.58]
قوله تعالى: { وادخلوا الباب سجدا } [58]
9- أنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن عبد الرحمن، نا عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة قال: قيل لبني إسرائيل: ادخلو الباب سجدا وقولوا حطة، فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم، وبدلوا فقالوا: حنطة حبة من شعرة.
10- أخبرني محمد بن عبيد بن محمد، نا عبد الله بن المبارك/، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله " حطة " قال:
" بدلوا فقالوا: حبة ".
[2.61]
Page inconnue
قوله تعالى: { ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين } [61]
81- أنا عبد الرحمن بن عبيد الله، عن عبيد الله، عن عبد الكريم الجزري، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال أبو جهل:
" لئن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند الكعبة أتيته حتى أطأ على عنقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو فعل أخذته الملائكة عيانا، وإن اليهود لو تمنوا الموت لماتوا، ورأوا مقاعدهم من النار، ولو خرج الذين يباهلون رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجعوا لا يجدون مالا ولا أهلا " ".
[2.79]
قوله تعالى: { فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم } [79]
11- أنا الحسن بن أحمد بن حبيب، حدثنا محمد - وهو ابن عبد الله بن نمير، نا وكيع، نا سفيان، عن عبد الرحمن بن علقمة قال: سمعت ابن عباس يقول: الذين يكتبون الكتاب بأيديهم، نزلت في أهل الكتاب.
[2.97]
قوله تعالى: { من كان عدوا لجبريل } [97]
12- أنا محمد بن المثنى، نا خالد - يعني ابن الحارث، عن حميد، عن أنس - إن شاء الله - قال:
" جاء عبد الله بن سلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مقدمه إلى المدينة فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي، ما أول أشراط الساعة؟ وأول ما يأكل أهل الجنة؟ والولد ينزع إلى أبيه وإلى أمه؟ فقال: " أخبرني بهن جبريل عليه السلام آنفا " قال عبد الله: ذلك رذلة عدو لليهود من الملائكة، قال: " أما أول أشراط الساعة، فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت، وأما الولد، فإذا سبق ماء الرجل نزعه، وإذا سبق ماء المرأة نزعت ". قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، قال: يا رسول الله، إن اليهود قوم بهت، وإن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم عني بهتوني عندك، فجاءت اليهود، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أي رجل فيكم عبد الله بن سلام؟ " قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا، وأعلمنا. قال: " أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام؟ " قالوا: أعاذه الله من ذلك، فخرج إليهم فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، قالوا: شرنا، وابن شرنا، وانتقصوه، قال: هذا ما كنت أخاف/ يا رسول الله ".
Page inconnue
[2.102]
قوله تعالى: { وما كفر سليمن } [102]
13- أنا محمد بن العلاء، نا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان الذي أصاب سليمان بن داود عليه السلام في سبب امرأة من أهله - يقال لها جرادة - وكانت أحب نسائه إليه، وكان إذا أراد أن يأتي نساءه أو يدخل الخلاء أعطاها الخاتم، فجاء أناس من أهل الجرادة يخاصمون قوما إلى سليمان بن داود عليه السلام، فكان هوى سليمان أن يكون الحق لأهل الجرادة، فيقضي لهم، فعوقب حين لم يكن هواه فيهم [واحدا]، فجاء حين أراد الله أن يبتليه فأعطاها الخاتم ودخل الخلاء، ومثل الشيطان في صورة سليمان قال: هاتي خاتمي، فأعطته خاتمه، فلبسه فلما لبسه دانت له الشياطين، والإنس، والجن، وكل شيء، جاءها سليمان قال: هاتي خاتمي، قالت: اخرج، لست بسليمان، قال سليمان عليه السلام: إن ذاك من أمر الله [إنه بلاء] أبتلى به، (فخرج) فجعل إذا قال: أنا سليمان رجموه حتى يدمون عقبه، فخرج يحمل على شاطيء البحر، ومكث هذا الشيطان فيهم مقيم ينكح نساءه ويقضي بينهم، فلما أراد الله عز وجل أن يرد على سليمان ملكه انطلقت الشياطين، وكتبوا كتبا فيها سحر وفيها كفر، فدفنوها تحت كرسي سليمان عليه السلام ثم أثاروها، وقالوا: هذا كان يفتن الجن والإنس، قال: فأكفر الناس سليمان حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل على محمد عليه السلام { وما كفر سليمن ولكن الشيطين كفروا } يقول: الذي صنعوا، فخرج سليمان يحمل على شاطيء البحر، قال: ولما أنكر الناس - لما أراد الله أن يرد على سليمان ملكه أنكروا - انطلقت الشياطين جاءوا إلى نسائه فسألوهن/ فقلن: إنه ليأتينا، ونحن حيض، وما كان يأتينا قبل ذلك، فلما رأى الشيطان أنه حضر هلاكه هرب، وأرسل به فألقاه في البحر، وفي الحديث - فتلقاه سمكه فأخذه، وخرج الشيطان حتى لحق بجزيرة في البحر، وخرج سليمان عليه السلام يحمل لرجل سمكا قال: بكم تحمل، قال: بسمكة من هذا السمك فحمل معه حتى بلغ به، أعطاه السمكة التي في بطنها الخاتم، فلما أعطاه السمكة، شق بطنها يريد يشويها، فإذا الخاتم فلبسه، فأقبل إليه الإنس والشياطين، فأرسل في طلب الشيطان فجعلوا لا يطيقونه فقال: احتالوا له فذهبوا فوجدوه نائما قد سكر، فبنوا عليه بيتا من رصاص ، ثم جاءوا ليأخذوه فوثب، فجعل لا يثب في ناحية إلا أماط الرصاص معه فأخذوه فجاءوا به إلى سليمان، فأمر بحنت من رخام، فنقر، ثم أدخله في جوفه، ثم سده بالنحاس، ثم أمر به فطرح في البحر.
14- أنا محمد بن العلاء، عن أبي أسامة ، نا الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان آصف كاتب سليمان بن داود عليه السلام، وكان يعلم الاسم [الأعظم] كان يكتب كل شيء يأمره به سليمان عليه السلام، ويدفنه تحت كرسيه، فلما مات سليمان أخرجته الشياطين فكتبوا بين كل سطر من سحر وكذب وكفر، فقالوا: هذا الذي كان يعمل سليمان بها، فأكفره جهال الناس وسفهاؤهم وسبوه ووقف علماؤهم، فلم يزل جهالهم يسبونه حتى أنزل الله جل وعز: { واتبعوا ما تتلوا الشيطين على ملك سليمن وما كفر سليمن ولكن الشيطين كفروا }.
[2.106]
قوله تعالى: { ما ننسخ من آية أو ننسها } [106]
15- أنا عمرو بن علي، نا يحيى، نا سفيان، عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال عمر: أقرؤنا أبي، وأقضانا علي، وإنا لندع/ من قول أبي، وذلك أنه يقول: لا تدع شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال الله عز وجل: { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها }.
16- أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا النضر، أنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن القاسم بن ربيعة قال: قلت لسعد بن مالك إن سعيد بن المسيب يقرأ ما ننسخ من آية أو ننسها قال: إن القرآن لم يقرأه الله على المسيب [ولا على ابنه] وإنه إنما ننسخ من آية أو ننساها يا محمد قال: { واذكر ربك إذا نسيت }.
[2.115]
قوله تعالى: { فأينما تولوا فثم وجه الله } [115]
Page inconnue
17- أخبرني محمد بن آدم بن سليمان، عن ابن المبارك، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي على راحلته حيث توجهت به ثم تلا هذه الآية: { فأينما تولوا فثم وجه الله }.
[2.125]
قوله تعالى: { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } [125]
18- أنا هناد بن السري، عن ابن أبي زائدة، أنا حميد الطويل، عن أنس، عن عمر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، فأنزل الله تبارك وتعالى: { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى }.
[2.127]
قوله تعالى: { وإذ يرفع إبرهيم القواعد من البيت } [127]
19- أنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، عن ابن القاسم قال: حدثني مالك، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، أن عبد الله بن محمد بن أبي بكر، أخبر عبد الله بن عمر، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" " ألم تري إلى قومك حين بنوا الكعبة اقتصروا عن قواعد إبراهيم " فقلت: يا رسول الله ألا تردها على قواعد إبراهيم؟ فقال:/ لولا حدثان قومك بالكفر "
، فقال عبد الله بن عمر: لئن كانت عائشة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك استلام الركنين اللذين يليان الحجر إلا أن البيت لم يتم على قواعد إبراهيم
[2.142]
Page inconnue
قوله تعالى: { سيقول السفهآء من الناس ما ولهم عن قبلتهم } [142]
20- أنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، نا إسحاق، عن زكريا، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال، قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فصلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا، ثم إنه وجه إلى الكعبة، فمر رجل قد كان صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم على قوم من الأنصار، فقال: أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وجه إلى الكعبة فانحرفوا إلى الكعبة.
21- أنا محمد بن حاتم، أنا حبان، أنا عبد الله، أنا شريك، عن أبي إسحاق، عن البراء في قوله { سيقول السفهآء من الناس ما ولهم عن قبلتهم التي كانوا عليها }. قال: هم أهل الكتاب السفهاء.
ذيل التفسير
قوله تعالى: [ { سيقول السفهآء من الناس ما ولهم عن قبلتهم } [142] ]
1/ 736- أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا سفيان ، قال: حدثنا أبو إسحاق، عن البراء، قال: صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا - شك سفيان - وصرف إلى القبلة.
[2.143]
قوله تعالى: { وكذلك جعلناكم أمة وسطا } [143]
26- أنا محمد بن المثنى، عن هشام بن عبد الملك، نا أبو معاوية، أنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
" { جعلناكم أمة وسطا } قال: " عدلا " ".
Page inconnue
27- أنا محمد بن آدم بن سليمان، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يجيء النبي يوم القيامة معه الرجل، ويجيء النبي معه الرجلان، ويجيء النبي معه أكثر من ذلك، فيقال/ له: هل بلغت قومك؟ فيقول: نعم، فيدعون، فيقال: هل بلغكم؟، فيقولون: لا، فيقال: من يشهد لك؟ فيقول: أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فتدعى أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيقال: هل بلغ هذا؟ فيقولون: نعم، فيقال: وما علمكم بذلك، فيقولون: أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن الرسل قد بلغوا فصدقناه، فذلك قوله: { وكذلك جعلناكم أمة وسطا } قال: " عدلا لتكونوا شهداء على الناس " ".
[2.144]
قوله تعالى: { قد نرى تقلب وجهك في السمآء فلنولينك قبلة ترضاها } [144]
22- أنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر قال: بينما الناس بقباء في صلاة الصبح، جاءهم آت، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة، وأمر أن يستقبل القبلة فاستقبلوها، وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة.
23- أنا محمد بن حاتم بن نعيم، أنا حبان، أنا عبد الله، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا، وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يصلي نحو الكعبة/، فكان يرفع رأسه إلى السماء، فأنزل الله عز وجل: { قد نرى تقلب وجهك في السمآء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام }.
قال البراء: والشطر فينا قبلة.
وقال في قول الله تعالى: { ليضيع إيمانكم } قال: ما كان الله ليضيع صلاة من مات وهو يصلي نحو بيت المقدس.
24- أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، أنا الليث، نا خالد بن يزيد، عن ابن أبي هلال قال، أخبرني مروان بن عثمان أن عبيد بن حنين أخبره عن أبي سعيد بن المعلي قال: كنا نغدو للسوق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنمر على المسجد، فنصلي فيه، فمررنا يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد على المنبر، فقلت: لقد حدث أمر، فجلست، فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: { قد نرى تقلب وجهك في السمآء } حتى فرغ من الآية، قلت لصاحبي، تعال نركع ركعتين قبل أن ينزل رسول الله صلى لله عليه وسلم فنكون أول من صلى، فتوارينا، فصلينا، ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى للناس الظهر يومئذ.
25- أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا يحيى بن آدم، نا أبو زبيد عن سليمان التيمي، عن أنس قال، ما بقي أحد صلى القبلتين غيري.
Page inconnue
قوله تعالى: { فول وجهك شطر المسجد الحرام } [144]
28- أنا أبو بكر بن نافع، نا يحيى، نا حماد بن سلمة، أنا ثابت، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يصلون نحو بيت المقدس، فلما نزلت هذه الآية { فول وجهك شطر المسجد الحرام } مر رجل من بني سلمة، فناداهم، وهم ركوع في صلاة الفجر: ألا إن القبلة قد حولت إلى الكعبة فمالوا ركوعا.
[2.158]
قوله تعالى: { إن الصفا والمروة من شعآئر الله } [158]
29- أنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين - قراءة عليه - عن ابن القاسم قال: حدثني مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: قلت لعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم - وأنا يومئذ حديث السن: أرأيت قول الله عز وجل { إن الصفا والمروة من شعآئر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما } فما أرى على أحد شيئا ألا يطوف بهما ، قالت عائشة: كلا، لو كانت كما تقول كانت لا جناح عليه ألا يطوف بهما، إنما أنزلت هذه الآية في الأنصار، كانوا يهلون بمناة، وكانت مناة حذو قديد، وكانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة، فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنزل الله عز وجل { إن الصفا والمروة من شعآئر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه / أن يطوف بهما }.
[2.164]
قوله تعالى: { إن في خلق السموت والأرض } [164] الآية
30- أنا هارون بن عبد الله، ويوسف بن سعيد - واللفظ له، نا حجاج، عن ابن جريج قال: أخبرني إسماعيل بن أمية، عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع، عن أبي هريرة قال:
" أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي، فقال: " خلق الله التربة يوم السبت، وخلق الجبال يوم الأحد، وخلق الأشجار يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدوابات يوم الخميس، وخلق آدم يوم الجمعة بعد العصر آخر الخلق آخر ساعات النهار " ".
[2.165]
Page inconnue
قوله تعالى: { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا } [165]
31- أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا النضر بن شميل، نا شعبة، وأنا محمد بن عبد الأعلى، وإسماعيل بن مسعود قالا: نا خالد - وهو ابن الحارث، نا شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من مات يجعل لله ندا أدخله النار ".
وأنا أقول: من مات لا يجعل لله ندا أدخله الجنة
[2.174]
قوله تعالى: { إن الذين يكتمون مآ أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا } [البقرة: 174]
قوله تعالى: { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا } [آل عمران: 77]
32- أنا الهيثم بن أيوب، نا يحيى بن زكريا، عن الأعمش عن شقيق، قال ابن مسعود: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من حلف على يمين يقطع بها مالا، لقي الله وهو عليه غضبان "
، وتصديقه في كتاب الله تعالى { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة } قال: فجاء الأشعث بن قيس، فقال: ما يحدثكم أبو عبد الرحمن؟ قلنا: كذا وكذا، قال: صدق والله، أنزلت في وفي فلان، كانت بيني وبينه خصومة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم/:
Page inconnue
" " شهودك أو يمينه " قلت: إذا يحلف، قال: " من حلف على يمين يقطع بها مالا، وهو فيها كاذب لقي الله وهو عليه غضبان " "
فأنزل الله عز وجل الآية.
33- أنا محمد بن بشار، عن محمد، نا شعبة، عن علي بن مدرك، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن خرشة بن الحر، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم " قال أبو ذر: خابوا وخسروا قال: " المسبل إزاره، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب، والمنان عطاءه " ".
[2.177]
ذيل التفسير
قوله تعالى: [ { والموفون بعهدهم إذا عاهدوا } [177] ]
2/ 737- أخبرنا بشر بن خالد، قال: ثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سليمان، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" أربعة من كن فيه كان منافقا أو كانت فيه خصلة من الأربع كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر ".
[2.178]
Page inconnue
قوله تعالى: { يأيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص } [178]
34- أنا عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار، عن سفيان، عن عمرو، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: كان القصاص في بني إسرائيل، ولم يكن فيهم الدية، فقال الله تبارك وتعالى لهذه الأمة: { كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر } إلى قوله: { فمن عفي له من أخيه شيء } فالعفو أن تقبل الدية في العمد، واتباع المعروف: أن تتبع هذا بمعروف وتؤدي هذا بإحسان، فخفف عن هذه الأمة.
ذيل التفسير
قوله تعالى: [ { كتب عليكم القصاص في القتلى } [178] ]
3/ 738- أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا علي بن حفص، قال: حدثنا ورقاء، عن عمرو، عن مجاهد، قال: { كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر } قال: كان بنو إسرائيل عليهم القصاص وليس عليهم الدية فأنزل الله عز وجل عليهم الدية فجعلها على هذه الأمة تخفيفا على ما كان على بني إسرائيل.
[2.183]
قوله تعالى: { كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم } [183]
35 - أنا عبيد الله بن سعيد، نا يحيى، عن هشام، أخبرني أبي، عن عائشة قالت: كان يوم عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله يصومه، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه، فنزل صوم رمضان هو الفريضة، فمن شاء صام يوم عاشوراء، ومن شاء ترك.
36 - أنا قتيبة بن سعيد قال: نا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، أن عراكا، أخبره أن عروة أخبره، عن عائشة: أن قريشا كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم/ بصيامه حتى فرض رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من شاء فليصمه، ومن شاء أفطره ".
Page inconnue
[2.184]
قوله تعالى: { وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين } [184]
37 - أنا قتيبة بن سعيد، نا بكر - يعني ابن مضر، عن عمرو بن الحارث، عن بكير، عن يزيد - مولى سلمة بن الأكوع، عن سلمة بن الأكوع قال: لما نزلت هذه الآية { وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين } - كان من أراد منا أن يفطر، ويفتدي حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها.
38 - أنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، نا يزيد بن هارون، أنا ورقاء، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس في قوله { وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين } قال: تطيقونه: تكلفونه فدية طعام مسكين واحد، فمن تطوع فزاد مسكينا آخر ليست بمنسوخة، فهو خير له، { وأن تصوموا خير لكم } ، لا يرخص في هذه إلا الكبير الذي لا يطيق الصيام، والمريض الذي لا يشفى.
39 - أنا محمد بن عبد الوهاب، نا محمد بن سابق، نا ورقاء، أنا ابن أبي نجيح، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس قال: الذين يطوقونه.
[2.185]
قوله تعالى: { فعدة من أيام أخر } [185]
40 - أنا علي بن محمد بن علي، نا خلف بن تميم، عن بشير أبي إسماعيل، حدثني خيثمة، عن أنس بن مالك في صوم رمضان في السفر، قلت: فأين هذه الآية { فعدة من أيام أخر } قال إنها نزلت يوم نزلت - يعني على النبي صلى الله عليه وسلم - ونحن نرتحل جياعا، وننزل على غير شبع، واليوم نرتحل شباعا، وننزل على شبع.
[2.187]
قوله تعالى: { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر } [187]
Page inconnue
41- قال: أنا علي بن حجر، أنا جرير، عن مطرف، عن الشعبي/، عن عدي بن حاتم أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله { حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" الخيط الأبيض من الخيط الأسود، هذا هو سواد الليل وبياض النهار ".
42- أنا أبو بكر بن إسحاق، نا سعيد بن أبي مريم، أنا أبو غسان، حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد قال: نزلت هذه الآية { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } ولم ينزل { من الفجر } فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجله الخيط الأبيض، والخيط الأسود، ولا يزال يأكل ويشرب حتى يتبين له رؤيتهما، فأنزل الله تبارك وتعالى بعد ذلك { من الفجر } فعلموا أنما يعني بذلك الليل والنهار.
43- أنا هلال بن العلاء، نا حسين بن عياش، نا زهير، نا أبو إسحاق، عن البراء بن عازب، أن أحدهم كان إذا نام قبل أن يتعشى، لم يحل له أن يأكل شيئا ولا يشرب ليلته ويومه من الغد حتى تغرب الشمس، حتى نزلت هذه الآية { وكلوا واشربوا } إلى { الخيط الأسود } وأنزلت في أبي قيس بن عمرو، أتى أهله وهو صائم بعد المغرب، فقال: هل من شيء، فقالت امرأته: ما عندنا شيء، ولكن أخرج ألتمس لك عشاء، فخرجت، ووضع رأسه فنام، فرجعت إليه فوجدته نائما، وأيقظته فلم يطعم شيئا، وبات صائما وأصبح صائما حتى انتصف النهار، فغشي عليه، وذلك قبل أن تنزل الآية، فأنزل الله فيه.
[2.189]
قوله تعالى: { وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها } [189]
44- أنا علي بن الحسين، نا أمية، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء: كانت الأنصار إذا حجت لم تدخل من أبوابها، ودخلت من ظهورها، فأنزل الله تبارك وتعالى { وليس البر بأن تأتوا البيوت/ من ظهورها }.
45- أنا محمد بن حاتم بن نعيم، أنا حبان، أنا عبد الله، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن البراء في قوله { وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها } قال: كان ناس من أهل الجاهلية إذا أحرموا، لم يدخلوا البيوت من أبوابها، ودخلوها من ظهورها من الحيطان، فأنزل الله جل ثناؤه { وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها }.
[2.193]
قوله تعالى: { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة } [193]
Page inconnue
46- [أنا] عمرو بن علي، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن خالد بن عبد الله، عن بيان، عن وبرة، عن سعيد بن جبير قال: خرج إلينا ابن عمر، ونحن نرجوا أن يحدثنا حديثا عجيبا، فبدر إليه رجل بالمسألة فقال: يا أبا عبد الرحمن، ما يمنعك من القتال، والله تعالى يقول { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة } قال: ثكلتك أمك، أتدري ما الفتنة؟ إنما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين، وكان الدخول في دينهم فتنة، وليس يقاتلهم على الملك.
[2.195]
قوله تعالى: { وأنفقوا في سبيل الله } [195]
47- أنا محمد بن حاتم بن نعيم، أنا حبان، أنا عبد الله، عن زائدة، عن الركين بن الربيع، عن الربيع بن عميلة، عن يسير بن عميلة، عن خريم بن فاتك الأسدي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" من أنفق نفقة في سبيل الله، كتب له بسبع مائة ضعف ".
قوله تعالى: { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } [195]
48- أنا عبيد الله بن سعيد، عن حديث أبي عاصم، عن حيوة بن شريح قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب قال: حدثني أسلم أبو عمران قال: قال أبو أيوب صاحب النبي صلى الله عليه وسلم: إنا لما أعز الله الإسلام/، وكثر ناصريه قال بعضنا لبعض سرا بيننا: إن الله جل وعز أعز الإسلام وكثر ناصريه، فلو أقمنا في أموالنا، وأصلحنا منها، فأنزل الله جل وعز، ورد ذلك علينا { وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين } فكانت التهلكة: الإقامة في أموالنا.
49- أنا محمد بن حاتم، أنا حبان، أنا عبد الله، عن حيوة، أخبرني يزيد بن أبي حبيب، نا أسلم أبو عمران قال: كنا بالقسطنطينية وعلى أهل مصر عقبة بن عامر، وعلى أهل الشام فضالة بن عبيد، فخرج من المدينة صف عظيم من الروم، وصففنا لهم صفا عظيما من المسلمين، فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل بهم، ثم خرج إلينا مقبلا، فصاح الناس، فقالوا: سبحان الله، الفتى ألقى بيده إلى التهلكة، فقال أبو أيوب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس، إنكم تتأولون هذه الآية على هذا التأويل، وإنما أنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما أعز الله دينه، وكثر ناصريه، قلنا بيننا بعضنا لبعض سرا من رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أموالنا قد ضاعت، فلو أنا أقمنا فيها، وأصلحنا ما ضاع منها، فأنزل الله تبارك وتعالى في كتابه يرد علينا ما هممنا به قال، { وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } فكانت التهلكة: الإقامة التي أردنا أن نقيم في أموالنا فنصلحها، فأمرنا بالغزو، فما زال أبو أيوب غازيا في سبيل الله حتى قبض.
[2.196]
قوله تعالى: { فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه } [196]
Page inconnue
50- أنا عمرو بن علي، نا أزهر بن سعد، عن ابن عون، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى، عن كعب/ بن عجرة قال: في أنزلت هذه الآية، فأتيت، فقال:
" " ادن " فدنوت، فقال: " أيؤذيك هوامك؟ " فأمرني بصيام، أو صدقة، أو نسك ".
قال ابن عون: ففسره لي مجاهد، فلم أحفظه.
فسألت أيوب، فقال: الصيام ثلاثة أيام، والصدقة على ستة مساكين، والنسك ما استيسر.
51- أنا محمد بن بشار، نا محمد، نا شعبة، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني، عن عبد الله بن معقل قال:
" جلست في هذا المسجد إلى كعب بن عجرة، فسألته عن هذه الآية { ففدية من صيام }.
قال كعب: في نزلت، وكان بي أذى من رأسي، فحملت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والقمل يتناثر على وجهي، فقال: " ما كنت أرى أن الجهد بلغ بك ما أرى، أتجد شاة؟ " قال: لا، فنزلت هذه الآية { ففدية من صيام أو صدقة أو نسك } "
فالصوم ثلاثة أيام، والصدقة على ستة مساكين، لكل مسكين نصف صاع، والنسك شاة.
قوله تعالى: { فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي } [196]
52- أنا محمد بن عبد الأعلى، نا بشر، عن عمران بن مسلم، عن أبي رجاء، عن عمران قال: نزلت آية المتعة - يعني متعة الحج - في كتاب الله وأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم تنزل آية تنسخ آية متعة الحج، ولم ينه عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات، قال رجل برأيه ما شاء.
Page inconnue
[2.197]
قوله تعالى: { وتزودوا فإن خير الزاد التقوى } [197]
53- أنا سعيد بن عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله تعالى { وتزودوا فإن خير الزاد التقوى } قال: كان ناس يحجون بغير زاد، فنزلت { وتزودوا فإن خير الزاد التقوى }.
[2.199]
قوله تعالى: { ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس } [199]
54- / أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا أبو معاوية، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: كانت قريش تقف بالمزدلفة، ويسمون الحمس، وسائر العرب تقف بعرفة، فأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقف بعرفة، ثم يدفع منها، فأنزل الله تعالى { ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس }.
[2.201]
قوله جل ثناؤه: { ومنهم من يقول ربنآ آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة } [201]
55- أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا إسماعيل بن إبراهيم، عن عبد العزيز قال:
" سأل قتادة أنسا، أية دعوة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بها أكثر؟ فقال: كان يدعو أكثر ما يدعو بهذا القول: اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار ".
Page inconnue
[2.204]
قوله تعالى: { وهو ألد الخصام } [204]
56- أنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا وكيع، نا ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم ".
[2.222]
قوله تعالى: { ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النسآء في المحيض } [222]
57- أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال: كانت اليهود إذا حاضت المرأة منهم، لم يؤاكلوهن، ولم يشاربوهن، ولم يجامعوهن في البيوت، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنزل الله تعالى { ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النسآء في المحيض } فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤاكلوهن، وأن يشاربوهن، وأن يجامعوهن في البيوت، وأن يصنعوا بهن كل شيء ما خلا النكاح.
[2.223]
قوله تعالى: { نسآؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم } [223]
58- أنا/ إسحاق بن إبراهيم، أنا سفيان، عن ابن المنكدر، عن جابر قال: كانت اليهود تقول في الرجل يأتي امرأته من قبل دبرها في قبلها أن الولد يكون أحول، فنزلت { نسآؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم }.
Page inconnue
59- أنا قتيبة بن سعيد، نا أبو عوانة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: قالت اليهود: إذا أتى الرجل امرأته من قبل دبرها، كان الحول من ذلك، فأنزل الله تبارك وتعالى { نسآؤكم حرث لكم فأتوا } قال: قائما، وقاعدا، وباركا بعد أن يكون في المأتى.
60- أنا أحمد بن الخليل، نا يونس بن محمد، نا يعقوب، نا جعفر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
" جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هلكت، قال: " وما الذي أهلكك؟ " قال: حولت رحلي الليلة، فلم يرد عليه شيئا، قال: فأوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية { نسآؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم } "
يقول: أقبل، وأدبر، واتق الدبر، والحيضة.
[2.232]
قوله تعالى: { وإذا طلقتم النسآء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن } [232]
61- أنا سوار بن عبد الله بن سوار، نا أبو داود الطيالسي، نا عباد بن راشد قال: سمعت الحسن يقول: حدثني معقل بن يسار قال: كانت لي أخت تخطب، فأمنعها، فخطبها ابن عم لي، فزوجتها إياه، فاصطحبا ما شاء الله أن يصطحبا، ثم طلقها طلاقا له عليها رجعة، فتركها حتى انقضت عدتها، وخطبها الخطاب، جاء فخطبها فقلت: يا لكع، خطبت أختي فمنعتها الناس، وآثرتك بها. طلقتها فلما انقضت عدتها، جئت تخطبها؟ لا والله الذي لا إله إلا هو لا أزوجكما، ففي نزلت هذه الآية { وإذا طلقتم النسآء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن / أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا } فقلت: سمعا وطاعة وكفرت عن يميني، وأنكحتها.
62- أنا أبو بكر بن علي، حدثنا سريج بن يونس، [عن هشيم]، أنا يونس، عن الحسن، عن معقل بن يسار قال: زوجت أختي رجلا منا، فطلقها، فلما انقضت العدة خطبها إلي، ووافقها ذلك، فقلت له: زوجتك وآثرتك، ثم طلقتها، ما هي بالتي تعود إليك، فنزلت { وإذا طلقتم النسآء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف } فقلت لما نزلت هذه الآية: أما إنها ستعود إليك.
[2.234]
قوله تعالى: { والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا } [234]
Page inconnue