Tafsir
تفسير الحبري
Genres
فقد احتمل الشيخ حسن الكركي العاملي فيه أن يكون الامام (عليه السلام) أشار بذلك الى (أنه لا عبرة بخصوص سبب النزول، وإنما العبرة بعموم اللفظ) [1].
توضيح كلامه: أن مراد الإمام (عليه السلام) بالشيء في قوله «لا تكونن» ممن يقول للشيء ... هو لفظ العام الدال بعمومه على جميع الأفراد، فالإمام (عليه السلام) يقول لا يجوز حمل العام على شيء خاص واحد، لأن الأصل الظاهر من اللفظ هو العموم، ولا يحمل على إرادة الخاص إلا بدليل وقرينة واضحة.
وأما المورد الخاص الذي وردت الآية فيه فلا يوجب خصوصية، في العام، ولا يستدعي حصر مدلول الآية به، فالآية وإن نزلت في رحم آل محمد صلى الله عليه وعليهم، إلا أنها تشمل كل الأرحام والقرابات فتجب صلتها، ولا تختص بهم.
لكن هذا الاحتمال مرفوض، لوجوه:
الأول: إن ما ذكر لو تم كان منافيا للالتزام بأهمية أسباب النزول، التي مر التأكيد عليها، وقد عرفنا اهتمام الأئمة (عليهم السلام) بها، إذ معه لا يبقى مجال للاستفادة من تعيين أسباب النزول.
Page 104