154

(ج 1 ص 131 و135) وفي المعجم الكبير أيضا، وذكره السيوطي في الجامع الصغير (ج 1 ص 104) وقال: صحيح].

وأما الجملة الثانية: فمعية القرآن لعلي (عليه السلام)، لها معنيان، على وجه منع الخلو:

الأول: إن القرآن هو مع علي (عليه السلام) جنبا الى جنب في مسير هداية العباد، فالقرآن ثاني اثنين إلى جنب أهل البيت في الخلافة عن النبي الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم).

فهما الثقلان اللذان خلفهما النبي لهداية الامة، وأخبر أنهما معا لا يفترقان حتى يردا عليه الحوض يوم القيامة.

المعنى الثاني: إن القرآن هو مع علي (عليه السلام) في الإعلان بفضله والنداء بإثبات حقه، فإن الإمام هو الكاشف عن أسرار الكتاب، والناطق عنه، والمبين لحقائقه الناصعة الرصينة، والمعلن عن فضله والأمين على حفظه روحيا ومعنويا، ولفظيا وظاهريا.

فكذلك القرآن يتصدى بفصيح آياته ولطيف كناياته للإشادة بفضل الإمام علي (عليه السلام)، وبيان عظيم منزلته في الإيمان بالسبق والثبات، وفي العمل بالإخلاص والجد، وفي القرب من الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) بالتضحية والفداء والطاعة والحب.

وقد تظافرت الآثار عن كبار الصحابة، في هذا المعنى.

1- فعن ابن عباس: قال: ما نزل في أحد من كتاب الله تعالى ما نزل في علي.

2- وعنه أيضا ، قال: نزلت في علي ثلاث مائة آية.

Page 162