154
قوله : { ثم ءاتينا موسى الكتاب } أي التوراة { تماما على الذي أحسن } . ذكر بعضهم قال : من أحسن في الدنيا تمت عليه النعمة في الآخرة ، يعني الجنة .
قوله : { وتفصيلا لكل شيء } قال بعضهم : تبيينا لكل شيء . وقال الحسن : لكل شيء من الحلال والحرام والأحكام والهدى والضلالة . { وهدى } أي يهتدون به إلى الجنة . { ورحمة } يقتسمونها { لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون } يعني البعث .
قوله : { وهذا كتاب أنزلناه مبارك } يعني القرآن . { فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون } . قال بعضهم : اتبعوا ما أحل الله فيه ، واتقوا ما حرم فيه .
قوله : { أن تقولوا } يوم القيامة أي لئلا تقولوا يوم القيامة . قال مجاهد : يعني قريشا . { إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا } قال بعضهم : اليهود والنصارى { وإن كنا عن دراستهم لغافلين } قال :
{ أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم } أي من أهل الكتاب . { فقد جاءكم بينة } أي موعظة { من ربكم وهدى ورحمة } يعني القرآن { فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها } أي وصد عنها في تفسير الحسن . وقال غيره : وأعرض عنها . أي لا أظلم منه . { سنجزي الذين يصدفون عن ءاياتنا سوء العذاب } أي أشده { بما كانوا يصدفون } أي يصدون في تفسير الحسن . وقال غيره : يعرضون .
قوله : { هل ينظرون } أي ما ينظرون ، يعني المشركين { إلا أن تأتيهم الملائكة } أي بالموت { أو يأتي ربك } أي بأمره { أو يأتي بعض ءايات ربك } وقال بعضهم : { إلا أن تأتيهم الملائكة } بالموت ، { أو يأتي ربك } أي بالقيامة . وهو قوله : { وجآء ربك } [ الفجر : 22 ] أي بأمره . { والملك صفا صفا } . وكقوله : { هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة } [ البقرة : 210 ] .
قال : { يوم يأتي بعض ءايات ربك } أي : طلوع الشمس من مغربها { لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن ءامنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا } .
ذكروا أن رسول الله A قال : « لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت آمنوا كلهم أجمعون ، فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا » .
ذكروا أن رسول الله A قال : « إن باب التوبة مفتوح من قبل المغرب مسيرة خمسمائة عام لا يزال مفتوحا للتوبة ما لم تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت أغلق » .
ذكروا عن عبد الله بن عمر قال : إن الشمس تطلع من حيث يطلع الفجر ، وتغرب من حيث يغرب الفجر ، فإذا أرادت أن تغرب تقاعست حتى تضرب بالعمد فتقول : يا رب ، إني إذا طلعت عبدت دونك ، فتطلع على ولد آدم كلهم . فتجري إلى المغرب فتسلم فيرد عليها فتسجد فينظر إليها ، ثم تستأذن فيؤذن لها فتجري إلى المشرق ، والقمر كذلك .
Page 397