10
قوله : { والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم } أي أصحاب النار ، وهو اسم من أسماء أبواب جهنم .
قوله : { يا أيها الذين ءامنوا اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون } .
قال الحسن : كان رسول الله A ببطن نخل محاصرا غطفان ، وهو متقلد سيفه؛ فجاءه رجل كانت قريش بعثته ليفتك برسول الله A وقال : يا محمد أرني سيفك هذا حتى أنظر إليه ، فقال : « هاكه » فأخذه فجعل ينظر إلى السيف مرة وإلى رسول الله مرة ، فقال : يا محمد ، أما تخافني؟ قال : « لا » .
وقال بعضهم : ذكر لنا أنها نزلت على نبي الله وهو بنخل في الغزوة السابعة فأراد بنو تغلب وبنو محارب أن يفتكوا به ، فأطلعه الله على ذلك . وذكر لنا أن رجلا انتدب لقتله ، فأتى نبي الله وسيفه موضوع ، فقال : آخذه؟ قال : « خذه » قال : أسله؟ قال : « سله » فلما انتصاه قال : ما يمنعك؟ قال الله يمنعني منك . فتهدده أصحاب النبي وأغلظوا له ، فشام السيف فرده ، فأمر رسول الله A بالرحيل . وأنزلت عليه صلاة الخوف عند ذلك .
ذكر جابر بن عبد الله قال : نزلت صلاة الخوف في الغزوة السابعة .
قوله : { ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا } ذكر بعضهم قال : أي : شاهدا؛ من كل سبط شاهد على قومه .
قال الحسن : ما ضمنوا عنهم من شيء قبلوه من الدين ، فهم ضامنون له قابلوه . وقد جعل رسول الله أيضا بما أمره الله اثني عشر نقيبا ليلة العقبة . وقال مجاهد : من كل سبط رجلا ، فأرسلهم موسى إلى الجبارين .
قوله : { وقال الله : إني معكم } على الشرط { لئن أقمتم الصلاة وءاتيتم الزكاة وءامنتم برسلي وعزرتموهم } أي ونصرتموهم { وأقرضتم الله قرضا حسنا } أي : الصدقة والنفقة في الحق . { لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار } . وهو كقوله في سورة البقرة : { وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم } [ البقرة : 40 ] وقد فسرنا ذلك في سورة البقرة .
وتفسير مجاهد : إن موسى أرسل نقيبا من كل سبط إلى الجبارين فوجدوهم يدخل في كم أحدهم اثنان منهم ، فرجع النقباء كلهم ينهى سبطه عن قتالهم ، إلا يوشع بن نون وطالوت فإنهما أمرا الأسباط بقتال الجبارين ومجاهدتهم ، فعصوهما فتاهت بنو إسرائيل أربعين سنة .
قوله : { فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل } أي قصد الطريق ، وقال بعضهم : عدل الطريق .
Page 295