43
قوله : { يا مريم اقنتي لربك } . قال مجاهد : أطيلي الركوع في الصلاة ، أي القيام في الصلاة . { واسجدي واركعي مع الراكعين } . قال الحسن : هي الصلوات : فيها القنوت ، وهو طول القيام ، كما قال مجاهد ، وفيها الركوع والسجود .
قوله : { ذلك من أنباء الغيب } أي من أخبار الغيب ، أي الوحي { نوحيه إليك وما كنت لديهم } أي عندهم { إذ يلقون أقلامهم } أي يستهمون بها { أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون } أي أيهم يضمها إليه .
قال بعض المفسرين : كانت مريم بنت إمامهم وسيدهم ، فتشاح عليها بنو إسرائيل فاقترعوا فيها بسهامهم أيهم يضمها إليه ، فقرعهم زكرياء وكان زوج أختها .
قوله : { إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم } قال الحسن : مسح بالبركة . { وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين } أي عند الله يوم القيامة .
بلغنا عن عبد الله بن سلام قال : إذا كان يوم القيامة ووضع الجسر على جهنم ، جاء النبيون على مراكزهم ، فيكون أولهم مركز نوح ، وآخرهم مركز محمد عليه السلام . فيجيء المنادي [ فينادي ] ، أين محمد وأمته؟ فيقدمون حتى يأخذوا الجسر ، فينجو النبي والصالحون ، ويسقط من يسقط . فإذا جازوا تلقتهم الملائكة ينزلونهم منازلهم على يمينك ويسارك . ثم ينطلق بمحمد فيستأذن في دار الله ، أي الجنة ، فيؤذن له ، فيوضع له كرسي عن يمينه . ثم يجيء المنادي فينادي : أين عيسى وأمته؟ فيقدمون حتى يأخذوا الجسر ، فينجو النبي والصالحون ، ويسقط من يسقط . فإذا جازوا تلقتهم الملائكة ينزلونهم منازلهم على يمينك وعلى يسارك . ثم يأتي عيسى فيستأذن فيؤذن له ، ويوضع له كرسي عن يساره ، ثم النبيون كذلك حتى يكون آخرهم نوح صلى الله عليهم أجمعين .
Page 156