Tafsir de Sadr Din Shirazi
تفسير صدر المتألهين
Genres
{ غير المغضوب عليهم ولا الضآلين }
قرئ " غير " بالنصب في الشواذ ورويت عن ابن كثير وهي قراءة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقرئ " غير الضالين " وروي ذلك عن علي (عليه السلام).
وأما النصب فعلى الحالية عن الضمير المجرور، والعامل فيه " أنعمت " ، أو بإضمار " أعني " أو بالإستثناء، إن فسر النعم بما يشمل القبيلين ويعم.
وفي الجر ثلاثة وجوه: كونه بدلا من ضمير " عليهم " ، وكونه بدلا من الموصول، وكونه صفة له موضحة أو مخصصة على معنى كونهم جامعين بين أسباب النعمة والكمال، وبين أسباب السلامة من مظاهر الغضب والضلال، وإن كان الأصل في " غير " أن يكون صفة للنكرة فذلك إنما يستصح بأحد وجهين:
جعل الموصوف مجرى النكرة، بأن لم يقصد بهذا الموصول موقت معهود كالمحلى في قوله: ولقد أمر على اللئيم يسبني.
أو جعل الصفة مجرى المعرفة لكون " غير " مضافا إلى ما له ضد واحد، فإن للمغضوب عليه ضدا واحدا هو المنعم عليه. فيكون متعينا معروفا عندك تعريف الحركة بغير السكون، فإذا قلت: عليك بالحركة غير السكون، فوصفت المعرفة بالمعرفة، بل وصفت الشيء بنفسه لأنها عينه، فكأنك كررت الحركة تأكيدا.
و " عليهم " الاول في محل النصب على المفعولية، والثاني في محل الرفع على الفاعلية بالنيابة.
و " لا " زائدة تأكيدا لما في " غير " من معنى النفي الحرفي، ولهذا تقول: أنا زيدا غير ضارب، كما تقول: أنا زيدا لا ضارب. ولا تقول: أنا زيدا مثل ضارب.
والغضب - ها هنا - بمعنى إرادة إنزال العقوبة على من يستحقها في صورة الانتقام حكمة من الله، لا بمعنى كيفية نفسانية توجب ثوران الدم للانتقام تشفيا عن حالة الغيظ كما في الحيوان . فاطلاق الغضب ونحوه على الله تعالى باعتبار غاياته الفعلية لا باعتبار مباديه الإنفعالية كما مر في معنى الرحمة. هذا ما أدى إليه النظر العقلي، وتحقيق ذلك ونحوه مما يحوج إلى نور المكاشفة كما وقعت الإشارة إليه.
والضلال؛ هو العدول والذهاب عن طريق التوحيد ومنهج الحق، وأصله الهلاك، ومنه قوله تعالى:
Page inconnue