Tafsir de Sadr Din Shirazi
تفسير صدر المتألهين
Genres
وقوله: واياك نستعين، إشارة إلى مقام الصحو بعد المحو، وهي مرتبة النبوة، المشار إليها في قوله تعالى: فإذا أحببته كنت سمعه وبصره ويده ورجله - الحديث.
بصيرة
[سر تقديم العبادة على الاستعانة]
قيل: قدمت العبادة على الاستعانة، لتتوافق رؤوس الآي. وقيل: إن العبادة وسيلة لطلب الحاجة، وتقديم الوسيلة على طلب الحاجة أدعى إلى الإجابة وأسرع للقبول.
وأقول: لما علمت أن أشرف مراتب الإنسان - بما هو إنسان - وأجل مقاماته، تحصيل نسبة الإمكان والافتقار إليه سبحانه بالعبادة والعبودية، ولهذا قدم ذكر العبودية على ذكر الرسالة في قولك: أشهد أن محمدا عبده ورسوله، وذلك لأن الأولى عبارة عن نسبة العبد إليه تعالى، والثانية عبارة عن نسبته إلى الخلق، فالأولى تكون أقدم من الثانية بالشرف، وإن كان الرسول أفضل من الولي، لكونه جامعا للمنزلتين جميعا، فكذلك الكلام ها هنا، فإن العبادة لكونها وسيلة إلى الحق، أشرف من الاستعانة لكونها وسيلة إلى الخلق.
واعلم أن في تقديم العبودية على الرسالة في التشهد وجها آخر، وهو: أن لكل من الولاية والنبوة حدوثا وبقاء، فالولاية أقدم حدوثا وأدوم بقاء من الرسالة، فناسب التقدم الوضعي للتقديم الزماني.
وجه آخر
قيل: لما نسب المتكلم العبادة إلى نفسه، كأنه أوهم ذلك تبجحا بزينة ذاته من جهة نسبة العبادة، واعتدادا منه بما يصدر عنه، فعقبه بقوله: إياك نستعين، ليدل على أن العبادة أيضا مما لا يتم ولا يستتب إلا بمعونة منه وتوفيق. وقيل: الواو للحال.
[1.6]
قوله جل اسمه:
Page inconnue