275

Tafsir de Sadr Din Shirazi

تفسير صدر المتألهين

Genres

لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون

[الأنبياء:100].

وتاسعها: ما حكوه عن الحسن البصري، - وهو اختيار أبي علي الجبائي والقاضي-: أن المراد بذلك علامة وسمة وسم بها قلوبهم وسمعهم، يعرفها الملائكة ويعرفونهم بها أنهم كفار، فيبغضونهم وينفرون عنهم، كما لا يبعد أن يكون في قلوب المؤمنين علامة يعرف الملائكة بها كونهم مؤمنين عند الله، كما قال تعالى:

أولئك كتب في قلوبهم الإيمان

[المجادلة:22] وحينئذ يحبونهم ويستغفرون لهم، والفائدة في تلك العلامة، مصلحة تعود الى الملائكة.

وقالوا: وإنما خص السمع والقلب بذلك، لأن أحدهما للأدلة السمعية، والأخرى للعقلية.

وهؤلاء لم يحملوا الغشاوة في البصر أيضا على معنى العلامة والسمة، كما حملوا الختم عليه، محافظة على مقتضى اللغة من غير مانع في الختم، إذ لا مانع من حمله على معناه، بخلاف الغشاوة، لأنها الغطاء المانع عن الإبصار، ومعلوم من حال الكفار خلاف ذلك، فلا بد فيه من حمله على المجاز، وهو تشبيه حالهم بحال من لا ينتفع ببصره في باب الهداية.

وعاشرها: إن أعراقهم لما رسخت في الكفر واستحكمت، بحيث لم يبق لهم طريق الى تحصيل ايمانهم سوى الإلجاء والقسر، ثم لم يقع الإلجاء والقسر إبقاء على غرض التكليف، عبر عن تركه بالختم، فإنه سد لإيمانهم وفيه إشعار على ترامي أمرهم في الغي والضلال، وتناهي انهماكهم في البطلان والوبال.

فهذا مجمع ما ذكروه في هذا المقام.

فصل

Page inconnue