Tafsir de Sadr Din Shirazi
تفسير صدر المتألهين
Genres
مكاشفة اخرى
في لمية وجوب الصلاتين القلبية والقالبية.
إن الله قد بعث النبيين معلمين بالكتاب والحكمة، واضعين من قبل الله للشريعة والملة، مقيمين للعدل والقسط لقوله:
وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط
[الحديد:25].
فوضعوا للناس النواميس الإلهية ليخرجوهم عن حضيض البرزخ الظلماني، ويبلغوهم الى أوج العالم النوارني، لينخرطوا في سلك الملائكة المقربين، وينغمسوا في جوار القدس مع الأنبياء والصديقين، رحمة من الله وفضلا ونعمة منه.
فشرع كل منهم بإذن الله لأمته حسب ما أعطته العناية الإلهية، واقتضته الرحمة الأزلية في ذلك الوقت والزمان، من الأعمال القلبية والبدنية، ما تكمل به قوتاهم العلمية والعملية بحسب طاقتهم.
ولما كانت الحكمة المحمدية - على مقيمها وآله أفضل المحامد العلية -، حكمة فردة، لأنه أكمل موجود في هذا النوع الإنساني، بل هو أكمل الممكنات علويها وسفليها، روحانيها وجسمانيها، وكان تأثير قوة نبوته في تكميل أرواح أمته، أبلغ وأتم كمالا وأقوم، وحكمته أحكم، وكتابه وشريعته أبلغ وأعم، كانت أمته خير الأمم وأعدلها، وأشرف الفرق وأكملها، كما قال تعالى:
كنتم خير أمة أخرجت للناس
[آل عمران:110].
Page inconnue