175

Tafsir de Sadr Din Shirazi

تفسير صدر المتألهين

Genres

[التقوى والمتقين]

غاية التقوى، الاتصال بالحضرة الإلهية بترك الالتفات بغير الله، وقطع النظر سواه، وهذا هو غاية النشأة الآدمية ونهاية الكمال الأخروي للروح الإنساني، ولا يمكن تحصيله إلا بتكميل القوة العاقلة من النفس بالعلوم الحقة، وبتعديل القوة العاملة منها بالأعمال الحسنة، ليتحلى بالفضائل ويتخلى عن الرذائل.

فالمتكفل لتكميل الأولى، هو الإيمان بالغيب، وهو العلم بأحوال المبدإ وملائكته وكتبه ورسله، وأحوال المعاد ومراتبه، وطبقات نفوس الإنسان بحسب درجات الجنان ودركات النيران.

والمتكفل لتكميل الثانية، هو العمل الصالح، وأصل الأعمال الصالحة الصلاة والزكاة، أما الأولى، فلاشتمالها على الأذكار والنيات الحسنة، وهيئات الخضوع والخشوع.

وأما الثانية، فلاستلزامها ترك التعلق باللذات النفسانية، والمحبوبات الدنيوية، لأن المال وسيلة لأكثرها. وقد قال سبحانه:

لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون

[آل عمران:92].

فإذا تقرر هذا، فقوله: " الذين " مع ما يتلوه، بمنزلة تفسير كاشف للمتقين وحد مبين له.

[الأقوال في ماهية الإيمان]

ثم الإيمان بحسب اللغة - كما ذكره صاحب الكشاف - مأخوذ من الأمن؛ ثم يقال: آمنه إذا صدقه، كأن المصدق أمن من التكذيب والمخالفة.

Page inconnue