[الصافات: 158]، وقيل: نزلت في المشركين قالوا: الملائكة بنات الله، وقيل: في اليهود وفي النصارى
قالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله
[التوبة: 30]، وقوله: { الجن } لاستتارهم عن العيون، وقيل: أراد بالجن الشياطين لأنهم أطاعوهم في عبادة الأوثان { وخلقهم } أي خلقهم جميعا الجن والانس { وخرقوا له } أي اختلفوا له { بنين وبنات بغير علم } بأن قالوا ما لم يعلموا من الكذب على الله تعالى وهم كفار العرب، قالوا: الملائكة بنات الله تعالى، واليهود قالوا: عزير ابن الله، وقالت النصارى المسيح ابن الله ثم نزه نفسه فقال عز من قائل: { سبحانه وتعالى عما يصفون } { بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة } ، يعني كيف يكون له ولد ولا صاحبة له، قوله تعالى: { لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار } والآية تدل على أنه لا يرى بالأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة لأنه يمدح بنفي الرؤية عز وجل عما يقول المبطلون وهو يدرك الأبصار لا يخفى عليه شيء ولا يفوته { وهو اللطيف الخبير } واللطف من الله الرحمة والرأفة والرفق واللطف في الأعمال الرفق فيها، الخبير بجميع الأشياء.
[6.104-109]
{ قد جاءكم بصائر من ربكم } يعني الحجج البينة { فمن أبصر فلنفسه } أي من عرف الحق وآمن به واتبع البصائر فلنفسه { ومن عمي فعليها } أي من لم ينظر فيها ولا يعرف الحق فعلى نفسه { وما أنا عليكم بحفيظ } أي رقيب على أعمالكم، قوله تعالى: { وكذلك نصرف الآيات } على وجوه مختلفة وترددها { وليقولوا درست } ، وقرئ دارست العلماء علينا ذلك، وقيل: لئلا يقولوا أن هذا من الأكاذيب التي درست وامتحيت وذهبت { ولنبينه } يعني القرآن { لقوم يعلمون } يعني العلماء { اتبع ما أوحي إليك } الآية، نزلت في المشركين قالوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ارجع الى دين آبائك، قيل: أراد بالإعراض الهجران دون ترك الإنذار والموعظة، وقيل: أراد الإعراض عن محاربتهم ثم نسخ { ولو شاء الله ما أشركوا } أي لو شاء لأخبرهم على ذلك { وما جعلناك عليهم حفيظا } رقيبا، قوله تعالى: { ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله } الآية نزلت في المشركين، قالوا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لتنتهين عن سب آلهتنا أو لنهجون إلهك، فنزلت ونهاهم الله عن ذلك، وقيل: كان المسلمون يسبون أصنامهم فنهوا عن ذلك لئلا يسبوا الله تعالى لأنهم قوم جهلة { كذلك زينا لكل أمة عملهم } أي خليناهم وشأنهم ولم نكفهم حتى حسن عندهم سوء عملهم، وأمهلنا الشياطين حتى زين لهم { وأقسموا بالله } اي حلفوا بالله، قيل: من حلف بالله فقد جهد يمينه { لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها } ،الآية نزلت في المشركين طلبوا من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يحول لهم الصفا ذهبا، وان ينزل الملائكة يشهدون، أو تأتينا بالله والملائكة قبيلا، أو تكون لك آية كعصى موسى، أو تبعث لنا بعض موتانا حتى نسألهم عنك أحق ما تقول أم باطل، كما أحيى عيسى ناقة صالح، فنزل جبريل (عليه السلام) فقال: إن شئت أن يصبح الصفا ذهبا ولكن إن لم يصدقوك عذبتهم، وإن شئت تركتهم حتى يتوب تائبهم، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " بل يتوب تائبهم " وقيل: نزلت فيمن سأل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن تفجر لنا من الأرض ينبوعا، وقيل: علم الله أنهم لا يؤمنون، قوله تعالى: { لئن جاءتهم آية } كما جاءت قبلهم من الأمم، قوله تعالى: { قل إنما الآيات عند الله } ، وهو القادر عليها { وما يشعركم } أي ما يدريكم قيل: الخطاب للمشركين.
[6.110-114]
{ ونقلب أفئدتهم وأبصارهم } على لهب جهنم عقوبة لهم { كما لم يؤمنوا به أول مرة } في الدنيا، وقيل: نقلب أفئدتهم وأبصارهم بالحجج والأدلة التي نوردها عليهم، يعني أنهم لا يشعرون على ما هم عليه { ونذرهم في طغيانهم يعمهون } أي نخليهم وما اختاروا من الطغيان ولا نحول بينهم وبينه، ويعمهون يعني يترددون، قوله تعالى: { ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى } بإحيائنا إياهم فيشهدون لك بالنبوة كما سألوه (صلى الله عليه وآله وسلم) والآية نزلت في الذين سألوه الآيات، وروي أنهم سألوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يأتي بهذه الآيات ليؤمنوا فنزلت الآية، وبين أنهم لا يؤمنون، وإن جاءتهم الآيات { وحشرنا عليهم كل شيء قبلا } يعني جمعنا عليهم كل آية، وقيل: كلما سألوا قبلا مقابلة ليروها معاينة { ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله } قيل: إلا إن يشاء الله أن يخبرهم على الإيمان، وقال أبو علي: إلا أن يلجئهم الله بالعلم إن راموا خلافه منعوا منه { وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا } يعني كما خلينا بينهم وبين أعدائهم، كذلك نخلي بينك وبين أعدائك، وقيل: الجعل الحكم أي حكمنا بأنهم أعداء للأنبياء عن أبي علي، وقيل: الجعل بترك المنع والتخلية { شياطين الإنس والجن } ، قيل: مردة الكفار من الإنس وشياطين الجن كفار الجن { يوحي بعضهم إلى بعض } أي يوسوس بعضهم إلى بعض أي يلقي الشياطين إلى الانس والجن، قال في الثعلبي: عن عكرمة والضحاك: شياطين الانس التي مع الإنس وشياطين الجن التي مع الجن، وليس للإنس شياطين ولا للجن شياطين، ولكن ابليس قسم جنده فريقين فبعث منهم فريقا إلى الجن، وبعث فريقا إلى الانس، فشياطين الجن والإنس أعداء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولأوليائه فيقول شياطين الجن لشياطين الإنس أضللت صاحبي بكذا فأضل صاحبك بمثله، ويقول شيطان الإنس لشيطان الجن كذلك يوحي بعضهم إلى بعض، وقال آخرون: من الإنس شيطان ومن الجن شيطان والشيطان العاتي المتمرد في كل شيء { زخرف القول } والزخرف المزين زخرفه إذ زينه والزخرف كمال حسن الشيء { غرورا } الغرور هو الاطماع الكاذبة، وقيل: زخرف القول هو عداوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمؤمنين { ولو شاء ربك ما فعلوه } هو قادر على أن يحول بينهم وبينه ولو شاء لفعل حبرا وقسرا ولكن خلا بينهم وبين أفعالهم، قوله تعالى: { ولتصغى اليه } أي لتميل إليه قلوب هؤلاء { الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه } قال ابن عباس: يرجع، يقال: صغى يصغي صغيا { وليقترفوا ما هم مقترفون } أي ليكتسبوا ما هم مكتسبون في عداوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمؤمنين، يقال: اقترف فلان مالا أي اكتسبه، قال تعالى:
ومن يقترف حسنة
[الشورى: 23] وقال الشاعر:
وإني لآتي ما أتيت وإنني
Page inconnue