[البقرة: 80]، وعن الحسن: ليس الإيمان ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل، وعن مجاهد: ان الخطاب للمشركين وأبطل الله الأماني وأثبت الأمر كله معقودا بالعمل وإن من أصلح عمله فهو الفائز وان من أساء عمله فهو الهالك { ولا يظلمون نقيرا } والنقير: النقرة ذي في قفا النواة، قال جار الله: فإن قلت: كيف خص الصالحين بأنهم لا يظلمون نقيرا وغيرهم مثلهم في ذلك قلت: هو راجع ولا يظلمون للعمل والأعمال الصالحات { ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه } أخلص نفسه { لله } وجعلها سالمة لا تعرف ربا ومعبودا سواه { وهو محسن } وهو عامل بالحسنات تاركا للسيئات حسنا حال من المنعم أو من إبراهيم كقوله:
بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين
وهو الذي يحنف أي مال عن الأديان كلها إلى دين الاسلام { واتخذ الله إبراهيم خليلا } مجاز عن اصطفائه واختصاصه شبهه بالخليل عند خليله قال أهل اللغة: الخليل المحب الذي ليس في صحبته نقص ولا خلل، وفي سبب اتخاذ الله إبراهيم خليلا أقوال: أحدها لإطعامه الطعام، روى ابن عمر أن النبي (صلى الله عليه وله وسلم) قال:
" يا جبريل بما اتخذ الله إبراهيم خليلا؟ قال: لإطعامه الطعام "
، وقيل: لكسره الأصنام، وقيل: ان إبراهيم بعث إلى خليل له إلى مصر في أزمة اصابت الناس يمتار منه فقال خليله: لو طلب الميرة لنفسه لفعلت ولكنه يريدها لأضيافه فاجتاز غلمانه ببطحاء فملأوا منها الغرائر حياء من الناس فلما أخبروا إبراهيم ساءه الخبر فحملته عيناه فنام وعمدت امرأته إلى غرارة فأخرجت أحسن حوارى فاختبزت فانتبه ابراهيم فشم رائحة الخبز فقالت امرأته: من خليلك المصري، فقال: بل من عند خليلي الله عز وجل، فسماه الله خليلا.
[4.127-130]
{ يستفتونك في النساء } الآية نزلت في امرأة أوس مات عنها زوجها وعصبته من الأنصار رجلان فأخذ المال فأخبر بذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فنزلت والمراد بالكتاب اللوح المحفوظ، وقيل: القرآن { في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن } أي ما فرض لهن من الميراث وكان الرجل منهم يضم اليتيمة إلى نفسه ومالها فإن كانت جميلة تزوجها وأكل المال وإن كانت دميمة عضلها عن التزويج حتى تموت فيرثها { وترغبون أن تنكحوهن } لجمالهن، وقيل: كانوا جاهلية لا يورثون النساء والأطفال، وقيل: كان ذلك في باب الصداق فكان أولياء اليتامى لا يؤتونهن صداقهن { وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا } الآية نزلت في خولة وزوجها سعد بن أبي الربيع أراد أن يطلقها فقالت: لا تطلقني ودعني أقيم على ولدي وأقسم لي في كل شهر عشرا، فقال: إن كان هذا يصلح فهو أحب إلي، وقيل: نزلت في السائب وامرأته، والنشوز أن يمنعها نفسه ونفقته { وأحضرت الأنفس الشح } أي جعل حاضرا لها لا يغيب عنها أبدا ولا تنفك عنه يعني أنها مطبوعة عليه، والغرض أن المرأة لا تكاد تسمح والرجل لا يكاد يسمح بقسمه لها، وقيل: الآية نزلت حين أراد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) طلاق سودة فوهبت قسمها لعائشة فتركها { وأن تحسنوا } بالاقامة على نسائكم وإن كرهتموهن وأحببتم غيرهن وتصبروا على ذلك مراعاة لحق الصحبة { وتتقوا } إلى النشوز والإعراض وما يؤدي إلى الأذى والخصومة { فإن الله كان بما تعملون } من الإحسان { خبيرا } { ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم } ومحال أن تستطيعوا العدول بين النساء والتسوية حتى لا يقع ميل البتة ولا زيادة ولا نقصان فيما يجب لهن فرفع ذلك عنكم بشرط أن تبذلوا فيه وسعكم وطاقتكم لأن تكليف ما لا يطاق داخل في حد الظلم
وما ربك بظلام للعبيد
[فصلت: 46]، وقيل: معناه أن تعدلوا في المحبة، وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
" أنه كان يقسم بين نسائه فيعدل ويقول: " هذا قسمي فيما أملك فلا تؤاخذني فيما لا أملك "
Page inconnue