، وقيل: أقسم بهذا البلد { وأنت حل } أي حال { ووالد وما ولد } قيل: كل والد وما ولد، وقيل: ابراهيم وولده { لقد خلقنا الانسان في كبد } هو جواب القسم في كبد في نصب وشدة، وقيل: مكابدة أمر الدنيا والآخرة، وقيل: يحتاج إلى أن يكابد العيش وأمر الدنيا ويكابد ما أمر به من أمر الطاعة واجتناب المعصية ويكابد الشكر على النعم والصبر على المحن، وروي عن ابن عباس: ليس شيء من خلق الله يكابد الانسان في أموره وحياته ومعيشته ما يكابد مع ما يصير إليه من أمور الآخرة { أيحسب أن لن يقدر عليه أحد } على إعادته بعد موته ومجازاته على أعماله { يقول أهلكت مالا لبدا } يعني مالا جما في معصية الله ندما وتحسرا، وقيل: يقول ذلك على سبيل الافتخار { أيحسب أن لم يره أحد } يطالبه.
[90.8-20]
{ ألم نجعل له عينين } يبصر بهما { ولسانا وشفتين } بهما يتكلم { وهديناه النجدين } الطريقين قيل: طريق الخير والشر، وقيل: أرشدناه الثديين { فلا اقتحم العقبة } يعني فلم تشكر تلك الأيدي والنعم بالأعمال الصالحة من فك الرقاب واطعام اليتامى والمساكين ثم بالايمان الذي هو أصل كل طاعة وأساس كل خير، والاقتحام الدخول، وعن الحسن: عقبة شديدة مجاهدة الانسان نفسه وهواه وعداوة الشيطان، وفك الرقبة تخليصها من رق أو غيره، يعني هلا عرف الانسان ما أنعم الله عليه وآمن به وعمل الصالحات وفك الرقبة إلى غير ذلك ليحصل الثواب، والعقبة هذه الأشياء، واقتحامها مجاوزته فعلها { أو إطعام في يوم ذي مسغبة } أي مجاعة { يتيما } الذي مات أبواه { ذا مقربة } أي ذا قرابة { أو مسكينا ذا متربة } أي مطروح في التراب لا يواريه شيء عن الأرض، يعني لا شيء له، وقيل: المتربة شدة الحاجة، وقيل: ذا متربة قد لصق بالتراب من الفقر فليس له ما يقي نفسه من التراب { ثم كان } مع ذلك { من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر } وصى بعضهم بعضا بالصبر على الطاعة وعن المعصية { وتواصوا بالمرحمة } أي بالرحمة على المؤمنين من أهل الحاجة والقرابة والمظلومين { أولئك أصحاب الميمنة } الذين يأخذون كتبهم بأيمانهم، وقيل: يؤخذ بهم ناحية اليمين { والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة } قيل: يأخذون كتبهم بشمائلهم ويؤخذ بهم ذات الشمال، وقيل: أهل الشؤم { عليهم نار مؤصدة } مطبقة، وقيل: مغلق أبوابها.
[91 - سورة الشمس]
[91.1-15]
أقسم بالشمس لما فيها من الدلائل والنعمة، وقيل: فيه إضمار أي برب { الشمس وضحاها } قيل: ضحوها، وقيل: هو النهار { والليل إذا يغشاها } أي يغطي الشمس حين الغروب فيسترها عن أعين الناظرين وتظلم الأفاق ولا يجوز أن يرجع إلى النهار لأنه لا يؤنث { والسماء وما بناها } أي وبانيها يعني خلقها ورفعها وأمسكها، وقيل: زين بناءها { والأرض وما طحاها } أي ومن سطحها وبسطها { ونفس وما سواها } تسويتها بأن عدل خلقها وأعضاءها، وقيل: { ونفس وما سواها } الله { والسماء وما بناها } الله، قيل: أقسم الله بالسماء ومن بناها والأرض ومن دحاها والنفس وما سواها { فألهمها فجورها وتقواها } أي بين لها الخير والشر وعرفها الفجور والتقوى { قد أفلح } هذا جواب القسم وتقديره { لقد أفلح من زكاها } قيل: طهرها بأعمال الطاعة وتجنب المعاصي، وقيل: زكى نفسه بعمل صالح { وقد خاب } خسر { من دساها } أو دسى نفسه بالمعاصي، وقيل: قد أفلح من زكاها برفع الهمة وقد خاب من دساها بوضع الهمة، روي ذلك عن زيد بن علي (عليهما السلام) { كذبت ثمود بطغواها } مجاوزتها للحد في العصيان { إذ انبعث } قام أشدها شقاوة قدار بن سالف عاقر الناقة وكان رجلا أشعر أزرق قصيرا، ومعنى { أشقاها } أي أشقى تلك القبيلة لأنه لولا عقرها فا هلك نفسه وقبيله { فقال لهم رسول الله } صالح حين بلغه أنهم قصدوا عقرها: لا تفعلوا { ناقة الله } وإنما أضاف الناقة إلى الله لأنه خلقها من غير واسطة دلالة على توحيده ومعجزة لنبيه { وسقياها } أي احذروا أن تمنعوا سقياها، أي نصيبها من الماء، وكان لها شرب ولهم شرب { فكذبوه } أي كذبوا صالحا فيما أوعدهم به { فعقروها } { فدمدم عليهم ربهم } ، قيل: دمهم وأهلكهم وأنزل بهم العذاب، وقيل: الدمدمة هي الصيحة الشديدة، وقيل: صاح بهم جبريل { بذنبهم } أي فعل بهم ذلك لأجل ذنبهم وهو تكذيب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) { فسواها } قيل: سوى الدمدمة عليهم وعمهم بها، ف { لا يخاف عقباها } قيل: لا يخاف الله تبعة الدمدمة أي بما فعل بهم ذلك ولم يخف جزاء وعاقبة أو في الهلاك ولا يخاف عقبى هلاكها.
[92 - سورة الليل]
[92.1-7]
{ والليل إذا يغشى } قيل: قسم، ومعنى يغشى يغطي كل شيء بظلمته ويزيل الضياء، وقيل: يغشى النهار فيذهب ضوؤه { والنهار إذا تجلى } قيل: جلى الليل فأذهب ظلمته، وقيل: أنار وأضاء وتجلى للخلق بنوره { وما خلق الذكر والأنثى } قيل: والذي خلق الذكر والأنثى، والمراد كل ذكر وأنثى خلقها الله تعالى أراد آدم وحواء { إن سعيكم } هذا جواب القسم أي عملكم أيها المكلفون متفرق فساع في فكاك رقبته وساع في هلاكه، وقيل: منهم من سعى للدنيا ومنهم سعى للعقبى، وقيل: مذاهبكم متفرقة { فأما من أعطى واتقى } قيل: أعطي حق الله واتقى معاصي الله، وقيل: من أعطى ماله في سبيل الله واتقى ربه { وصدق بالحسنى } بالخلق، وقيل: بالخير { فسنيسره لليسرى } قيل: نسهل عليه دخول اليسرى وهي الجنة، وقد اختلفوا في سبب نزول الآية قيل: نزلت في أبي بكر، وقيل: نزلت في رجل من الأنصار، وقيل: هو عام في جميع من كان بهذه الصفة فمن قال: أنها نزلت في رجل من الأنصار يقال له: أبو الدحداح كان لجار له نخلة وكان يساقط منها في دار أبي الدحداح فشكا إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
" بعنيها بنخلة في الجنة "
Page inconnue