179

Tafsir al-Nasafi

تفسير النسفي

Chercheur

يوسف علي بديوي

Maison d'édition

دار الكلم الطيب

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Lieu d'édition

بيروت

تقديره متعوهن متاعًا ﴿إِلَى الحول﴾ صفة لمتاعا ﴿غَيْرَ إِخْرَاجٍ﴾ مصدر مؤكد كقولك هذا القول غير ما تقول أو بدل من متاعًا والمعنى أن حق الذين يتوفون عن أزواجهم أن يوصوا قبل أن يحتضروا بأن تمتع أزواجهم بعدهم حولا كاملا أى يتفق عليهن من تركته ولا يخرجن من مساكنهن وكان ذلك مشروعًا في أول الإسلام ثم نسخ بقوله تعالى ﴿والذين يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أزواجا﴾ إلى قوله أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا والناسخ متقدم عليه تلاوة ومتأخر نزولًا كقوله تعالى ﴿سيقول السفهاء من الناس﴾ مع قوله تعالى ﴿قَدْ نرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ في السماء﴾ ﴿فَإِنْ خَرَجْنَ﴾ بعد الحول ﴿فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ في ما فعلن في أنفسهن﴾ من البقرة (٢٤٠ - ٢٤٥) التزين والتعرض للخطاب ﴿مِن مَّعْرُوفٍ﴾ مما ليس بمنكر شرعًا ﴿والله عَزِيزٌ حَكُيمٌ﴾ فيما حكم
وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (٢٤١) ﴿وللمطلقات متاع﴾ أي نفقة العدة ﴿بالمعروف حَقّا﴾ نصب على المصدر ﴿عَلَى المتقين﴾
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٢٤٢) ﴿كَذَلِكَ يُبَيّنُ الله لَكُمْ آياته لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ هو في موضع الرفع لأنه خبر لعل ووأن اريد به المتعة فالمراد غير المطلقة المذكروة وهي على سبيل الندب
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (٢٤٣) ﴿أَلَمْ تَرَ﴾ تقرير لمن سمع بقصتهم من أهل الكتاب وأخبار الأولين وتعجيب من شأنهم ويجوز أن يخاطب به من لم ير ولم يسمع لأن هذا الكلام جرى مجرى المثل في معنى التعجيب ﴿إِلَى الذين خَرَجُواْ مِن ديارهم﴾ من قرية قيل واسط وقع فيهم الطاعون فخرجوا هاربين فأماتهم الله ثم أحياهم بدعاء حزقيل ﵇ وقيل هم قوم من بني إسرائيل دعاهم ملكهم إلى ملكهم إلى الجهاد فهربوا حذرًا من الموت فأماتهم الله ثمانية أيام ثم أحياهم

1 / 201