482

{ وإن ربك } يا أكمل الرسل { لهو العزيز } الغالب على أمره، القادر المتقدر على إجراء أحكامه وإنفاذ قضائه { الرحيم } [الشعراء: 68] لخلص عباده الموفقين من عنده للوصول إلى مبدئهم ومعادهم.

{ واتل } يا أكمل الرسل { عليهم } أي: على مكذبي قريش ومعانديهم { نبأ إبراهيم } [الشعراء: 69] أي: قصة جدك الخليل - صلوات الرحمن عليه - مع قومه.

وقت { إذ قال لأبيه وقومه } سائلاص لهم عن حقيقة ما يعبدون من الآلهة؛ ليريهم أن الأصنام لا تستحق العبادة والانقياد: { ما تعبدون } [الشعراء: 70] ولأي شيء تنقادون وتطيعون؟!.

{ قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين } [الشعراء: 71] أي: يدوم عكوفنا إياها وإطاعتنا لها.

{ قال هل يسمعونكم } ويجيبون دعوتكم { إذ تدعون } [الشعراء: 72] إليها في السراء والضرء؟! { أو ينفعونكم } ويثيبونكم؛ جزاء لطاعتكم وعبادتكم { أو يضرون } [الشعراء: 73] لكم إن أعرضتم وانصرفتم عن عبادتهم؟!.

{ قالوا } مستغربين عن مسئولاته؛ يعني: نحن لا نرجو منهم أمثال هذه الصفات؛ إذ هم جمادات لا تتأتى منهم أفعال ذوي الحياة والشعور { بل وجدنآ آبآءنا } وأسلافنا { كذلك يفعلون } [الشعراء: 74] اي: يعبدون لها، ويعكفون عليها خاشعين متذللين ونحن على أثرهم نعبدهم ونتذلل لهم؛ تقليدا لآبائنا.

[26.75-91]

{ قال } لهم إبراهيم على سبيل النصيحة والتذكير: { أفرأيتم } وعلمتهم أن { ما كنتم تعبدون } [الشعراء: 75] من دون الله؟!.

{ أنتم } في مدة أعماركم { وآبآؤكم الأقدمون } [الشعراء: 76] فيما مضى عليهم من الزمان لا يليق بالألوهية، ولا يستحق للإطاعة والانقياد؛ إذ الإله المستحق بالعبودية لا بد وأن يتصف بالصفات الكاملة، وأن يكون له نفع وضر، وثواب وعقاب؛ حتى يعبد له، وهؤلاء معطلون عن أوصاف الألوهية مطلقا.

{ فإنهم } أي: الآلهة الباطلة { عدو لي } نسب عداوتهم لنفسه أولا إمحاضا للنصح؛ إذ التجه إليهم والتذلل نحوهم يجلب عذاب الله ونكاله، فهم وعبادتهم من أسباب غضب الله وقهره، فلكم ألا تتوجهوا نحوهم، ولا تعبدوا غير الله سبحانه إلها، كما أني ما أتوجه وأعبد { إلا رب العالمين } [الشعراء: 77] إذ هو المستحق للعبودية والألوهية ذاتا ووصفا.

Page inconnue