48

L'Exégèse de l'Imam Raghib Isbahani

تفسير الراغب الأصفهاني

Chercheur

د. هند بنت محمد بن زاهد سردار

Maison d'édition

كلية الدعوة وأصول الدين

Lieu d'édition

جامعة أم القرى

أن يختلف أو يشك في اسمه، فيقال: هذه إنسان أي اسمه إنسان، والثاني: أن يختلف أو يشك في جوهره، فيقال هذا إنسان أي جوهرة الإنسانية، وكثير من المواضع مثل هذا يقع فيه المغالطة، وأما تصور من قال: لو كان الاسم هو المسمى، لكان من قال: " النار " أحرقت فمه، فهذا تصور بعيد. فإن عاقلًا لا يقول: إن هذه الحروف التي هي " ز ي د " هو الشخص. واشتقاق " اسم ": قيل هو من " وسمت "، لأن الاسم علامة للمسمى، وهذا وإن كان من حيث المعنى يصح، فتصريف الكلمة يبطله، نحو سميت، والتسمية، أو والمسمى، ولأن ألف الوصل لا يدخل فيما حذف فاؤه نحو: " عِدَّةٌ " و" زِنَةٌ "، والضحيح: أن اصله من " السمو "، لأن الاسم شعار للمسمى ورفعه له. وأصله: سمو، كعضو، وحنو، أو سمو، كجبل وزجمل، لقولهم في الجمع: أسماء، وقد كثر " أفعال " في جميع هذين البنائين، ولا يُجْعَلُ فُعْلًا " كتُرْسٍ " و" أتراس "، لأن باب " فُعْل " لم يمثر فيما آخره واو استثقالًا، وأما قول الشاعر: بِاسْمِ الَّذِي في كُلَّ سُورَةٍ سمِهُ فقد قيل إنما ضم اتباعًا لما بعده، ولو كان الميم مكسورًا لم يجز في السين الضمة، فأما لفظة: الله، فيجب أن يعلم أن اسماء الله تعالى كلها مشتقة باتفاق أهل اللغة إلا لفظة الله، فإنه مختلف فيها: فبعضهم جعلها كالعلم مستدلًا بأنه يوصف ولا يوصف به كالأسماء الأعلام، ويقوي ذلك إنه يقال بالتنوين - إلاهًا - ولأنه قال تعالى: ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾، ويعني به " الله ". وآخرون قالوا هو مشتق، ثم اختلف بعد ذلك فيها: فقيل: اصله " إلاه " مصدر من " اله " " يأله " أي: عبد فسمي به كقولهم في صفاته تعالى: " السلام " وهو في الأصل مصدر وزسموا الشمس " إلهة " لعبادتهم لها. ولذلك نهاهم الله تعالى

1 / 48