Tafsir al-Sulami
تفسير السلمي
Chercheur
سيد عمران
Maison d'édition
دار الكتب العلمية
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
1421هـ - 2001م
Lieu d'édition
لبنان/ بيروت
ولما دخلت على الشيخ الحصري - قدس الله روحه - ببغداد قال لي : أحاج أنت ؟ | قلت : أنا مع القوم . قال لي : أليس فرائض الحج أربعة : الإحرام والدخول فيه بلفظ | التلبية ؟ قلت : نعم . قال : والتلبية إجابة . قلت : نعم . قال : والإجابة من غير دعوة | سوء الأدب . قلت : نعم . قال : فتحققت الدعوة حتى تجيب ثم الوقوف . قلت : نعم . | قال : فاجتهد فيه فإنه محل المباهاة وانظر كيف تكون ، والطواف وهو محل القربة من | الحق ، فيكون قربك منه بحسن الأدب ثم السعي وهو محل الفرار إليه من التبري مما | | سواه ، فإياك أن تتعلق بعد سعيك بعلاقة من الدارين وما فيهما .
سمعت محمد بن الحسن البغدادي يقول : سمعت محمد بن أحمد بن سهل يقول : | سمعت سعيد بن عثمان يقول : سمعت عبد الباري يقول : سئل ذو النون لم صير | الموقف بالمشعر الحرام ولم يصير بالحرم ؟ فقال ذو النون : لأن الكعبة بيت الله والحرم | حجابه والمشعر بابه ، فلما أن قصدها الوافدون وقفهم بالباب . الأول : يتضرعون إليه | حتى أذن لهم بالدخول ووقفهم بالحجاب .
الثاني : وهو المزدلفة فلما أن نظر إلى تضرعهم أمرهم بتقريب قربانهم ، فلما قربوا | قربانهم وقضوا تفثهم طهروا من الذنوب التي كانت لهم حجابا من دونه ، فأذن لهم | بالزيادة على الطهارة .
قال فارس : الإحرام هو الإعتقاد ، والاعتقاد اعتقادان : اعتقاد قصد وإرادة واعتقاد | استشعار في الحال .
وقال بعضهم : لما اجابوا التلبية أدخلوا الحرم مقامه مقام الدهليز ، ثم دخلوا الحرم | باعتقاد ترك كل محرم ، ثم أشرفوا على الكعبة فأشرفت عليهم حال من الحق بإشرافهم | على الحق ، ثم دخلوا المسجد الحرام فشهدوا عند ذلك قربة فطافوا ولاذوا وحنوا | وهرولوا ، وكانوا في ذلك هداهم من الدنيا ، والحجر شاهد لهم بوفاء عهودهم ، | وخرجوا إلى الصفا فصفوا عن كل كدورة من آفاق الدنيا والنفس ، ولما وصلوا إلى منى | وقع بهم التمني لما يأتلون فأعطوا ما تمنوا .
قوله تعالى : ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم > 2 <
آل عمران : ( 101 ) وكيف تكفرون وأنتم . . . . .
> > [ الآية : 101 ] . |
Page 113