394

Tafsir al-Sulami

تفسير السلمي

Chercheur

سيد عمران

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1421هـ - 2001م

Lieu d'édition

لبنان/ بيروت

والبينة هي الكشف عن مراد الحق فيه ، فإذا عرف مراده فيه استراح واطمأن | وسكن ، ومن ذلك أن يبدي له علم مجاري أحكامه قبل أن يجري عليه فإذا جرت | الأحكام عليه يصبر ولا يبت ، كما قال الخضر لموسى صلى الله عليهما

﴿وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا

[ الآية : 68 ] .

أي لو أحطت به خبرا لصبرت ولكن ستر عنك محل هذا العلم لموضع التأديب | والتهذيب لذلك قيل إن من عرف علم ما يجري عليه صبر على أحكامه لعلمه بما يراد | منه .

قال ابن عطاء في هذه الآية :

﴿إنك لن تستطيع معي صبرا

.

قال : كره صحبة المخلوقين فآيسه مع صحبته بقوله :

﴿إنك لن تستطيع معي صبرا

| لعله يفارقه بهذه اللفظة فإن من وجد الله صاحبا استوحش مما سواه .

وقال بعضهم : قال الخضر لموسى :

﴿إنك لن تستطيع معي صبرا

ثم لم يصبر معه | الخضر بقوله :

﴿هذا فراق بيني وبينك

[ الآية : 78 ] .

ليعلم أنه ليس لولي أن يتفرس في نبي .

قوله تعالى : ستجدني إن شاء الله صابرا > 2 <

الكهف : ( 69 ) قال ستجدني إن . . . . .

> > [ الآية : 69 ] .

قال فارس : موسى استثنى على نفسه بقوله ستجدني إن شاء الله صابرا ولم يستثن | الخضر على موسى بقوله :

﴿إنك لن تستطيع معي صبرا

. قال لأن علم موسى في | ذلك الوقت علم تكليف واستدلال ، وعلم الخضر علم لدني من غيب إلى غيب .

وقال أيضا : إن موسى كان على مقام التأديب ، والخضر قائم مقام الكشف والمشاهدة | لما جعل مؤدبا له .

قوله عز وجل : ^ ( فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء ) ^ < <

الكهف : ( 70 ) قال فإن اتبعتني . . . . .

> > [ الآية : 70 ] .

سمع أبا عثمان المغربي يقول : ليس للمتبع أن يسأل ، ويبتدئ بالسؤال إذا كان المتبع | من أهل الأشراف ولكنه يتلقى بإشرافه عليه تأديبه له في وقت الأدب ألا ترى كيف قال | الخضر لموسى ^ ( فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء ) ^ .

Page 415