Tafsir al-Sulami

al-Sulami d. 412 AH
218

Tafsir al-Sulami

تفسير السلمي

Chercheur

سيد عمران

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1421هـ - 2001م

Lieu d'édition

لبنان/ بيروت

وقيل : فسأل ربه شرح صدره ثم نظر إلى أليق الأحوال ، وإذا هو تيسير أمره فسأل | ذلك على التمام لتترقى به حاله إلى أرفع المقام وهو المجيء إلى الله بالله ، لما علم أن من | | وصل إليه لم تعترض عليه عارضة ، حينئذ صلح للمجيء ، إلى الله وحده بلا شريك ولا | نظير وكان ممن وفى المواقيت حقها ، غابت عنه الأحوال فلم يرها وذهبت عن عينه | وحضوره ، وما عداها إلا ما كان للحق منه ومعه حتى تحقق بقوله :

﴿قد أوتيت سؤلك يا موسى

فهذا حال المجيء وهذا معنى قوله

﴿ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه

تفرد | بكلامه لأنه كان قبل ذلك مكلما بالسر والسفرة والوسائط ، فلما رقى الله به إلى المقام | للأجل وحققه بالحال الأعظم الأرفع ، خاطبه مكلما على الكشف ، وغيبه عن كل عين | رائية ومرئية وكل صورة مكونة ومنشئة إلا ما كان من المكلم والمكلم ، وأفرد الله عبده | بالشرف الأعظم فسمع خطابا لا كالمخاطبات ومناج منه وله عند ذلك طلب لا | كالمطالبات ، واقتضى من الله ما لم تكن قبل يقتضيه ، فلذلك سأل النظر إليه إذ رجع | إلى حقيقته فرأى الله في كل منظور ومبصر ، فلما تحققت له هذه الأحوال

﴿قال رب أرني أنظر إليك

فإني في كل مرادي راجع إليك ، أي أرني ما شئت فلست أرى غيرك | مقابلي ، إذ تحققت بما حققتني به إنك غير مزايلي ألم يدلك على ذلك خطابه ورجوعه | إليك إذ ذاك جوابه أرني فإليك أنظر وأحضر ما شئت فلست غيرك أحضر بعد أن | تحققت منك بحال توجب لي منك ذاك ، وحق لمن تحقق بهذا وتمكن فيه أن ينفرد بسؤال | لا تشاركه فيه الخليقة .

قوله تعالى :

﴿قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل

| [ الآية : 143 ] .

Page 239