[101]
قوله تعالى : { ولمآ جآءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب } ، يعني التوراة ، { كتاب الله ورآء ظهورهم كأنهم لا يعلمون } ؛ يعني القرآن : وقيل : التوراة أيضا ؛ لأنهم إذا نبذوا القرآن فقد نبذوا التوراة. والنبذ : الطرح. وقرأ ابن مسعود : (نقضه فريق). وقال عطاء : (هي العهود التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين اليهود كفعل قريظة والنضير). والدليل قوله تعالى : { الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة }[الأنفال : 56] وكانوا قد عاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يعينوا عليه أحدا ؛ فنقضوا وأعانوا مشركي قريش عليه يوم الخندق. وإنما قال : { فريق منهم }[البقرة : 100] لأن علماءهم هم الذين نبذوا عنادا مع العلم به ؛ وإنما قال : { بل أكثرهم }[البقرة : 100] لأن منهم من آمن وهو ابن سلام وكعب الأحبار وغيرهما.
والنبذ وراء الظهر مثل من يستخف بالشيء ولا يعمل به. تقول العرب : اجعل هذا خلف ظهرك ؛ وتحت قدمك ؛ ودبر أذنك ؛ أي اتركه وأعرض عنه ، قال الله تعالى : { واتخذتموه ورآءكم ظهريا }[هود : 92]. وأنشد الزجاج : نظرت إلى عنوانه فنبذته كنبذك نعلا أخلقت من نعالكا
Page 97