253

Tafsir

تفسير القرآن العظيم المنسوب للإمام الطبراني

Genres

Tafsir

[274]

قوله تعالى : { الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون } ؛ قال ابن عباس ومقاتل : (نزلت هذه الآية في علي رضي الله عنه ؛ كانت له أربعة دراهم لم يملك غيرها ؛ فتصدق بدرهم ليلا ؛ وبدرهم نهارا ؛ وبدرهم سرا ؛ وبدرهم علانية ، فنزلت هذه الآية).

وعن ابن عباس قال : (لما نزل قوله تعالى : { للفقرآء الذين أحصروا في سبيل الله }[البقرة : 273] بعث عبدالرحمن بن عوف بدنانير كثيرة إلى أصحاب الصفة حتى أغناهم ؛ وبعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه في جوف الليل بوسق من التمر - والوسق ستون صاعا فكان أحب الصدقتين إلى الله تعالى صدقة علي رضي الله عنه ونزل فيها قوله تعالى : { الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية } أراد بالليل سرا صدقة علي رضي الله عنه وبالنهار علانية صدقة عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه).

وروي أيضا عن ابن عباس في هذه الآية { الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار } : يعني في علف الخيل المرتبطة في سبيل الله. وكان أبو هريرة إذا مر بفرس سمين تلا هذه الآية ؛ فإذا مر بفرس أعجف سكت.

وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من ارتبط فرسا في سبيل الله وأنفق عليه احتسابا ؛ كان شبعه وجوعه وريه وظمؤه وبوله وروثه في ميزانه يوم القيامة " وقال صلى الله عليه وسلم : " المنفق في سبيل الله على فرسه كالباسط كفيه بالصرة ".

قوله تعالى : { فلهم أجرهم عند ربهم } قال الأخفش وقطرب : (جعل الخبر بالفاء ؛ لأنه في معنى (من) ، وجواب (من) بالفاء ؛ كأنه قال : من أنفق كذا فله أجره عند ربه). وقوله تعالى : { ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون } قد تقدم تفسيره.

Page 253