La Pensée Scientifique et les Réalités Émergentes Contemporaines

Mahmoud Mohammed Ali d. 1450 AH
74

La Pensée Scientifique et les Réalités Émergentes Contemporaines

التفكير العلمي ومستجدات الواقع المعاصر

Genres

الخطوة الثانية:

هي التعميم الاستقرائي للوقائع التي لوحظت، فإذا اشتعل الخشب كلما تعرض للهب في سائر الوقائع التي لوحظت، أمكن الخروج بالتعميم الاستقرائي: الخشب قابل للاشتعال.

الخطوة الثالثة:

هي افتراض فرض يعلل أو يفسر هذا التعميم، كافتراض أن الخشب قابل للاشتعال لأنه يتحد بالأكسجين.

الخطوة الرابعة:

هي التحقق من صحة الفرض عن طريق اختباره تجريبيا. ويكون قبول الفرض أو تعديله، أو رفضه والبحث عن فرض آخر إذا دحض كل هذا وفقا لنتائج محكمة التجريب، تنفيذ حكمها يعني الخطوة الأخيرة للمنهج، وهي بلوغ معرفة جديدة، والإضافة إلى بنيان العلم.

وقد أشار «بيفردج» إلى كل ذلك (خاصة فيما يتعلق بالخطوة الرابعة)، وإلى ضرورة عدم التشبث بالأفكار التي لا تثبت صلاحيتها «فينبغي أن نكون على استعداد للتخلي عن فروضنا أو تعديلها طالما يتضح أنها لا تتمشى مع الوقائع. وليس هذا بالأمر الهين كما يبدو للوهلة الأولى؛ فعندما يبتهج المرء أن يرى إحدى بنات أفكاره الجميلات تبدو قادرة على تفسير كثير من الحقائق التي لولاها لكانت متنافرة. وعندما يجد هذه الفكرة مبشرة بالمزيد من التقدم، فقد يغريه هذا بالتغاضي عن أية مشاهدة لا تتفق مع الصورة التي نسجها، أو على التخلص منها بأي تفسير؛ فليس من النادر أبدا أن يتمسك الباحثون بفروضهم المهلهلة، متغافلين عن الأدلة المعارضة لها، وأن يتعمدوا إخفاء النتائج المخالفة لفروضهم؛ أي المكذبة لها. بل وحل بيفردج هذا بقاعدة شبيهة بقاعدة بوبر، لكن طبعا ليس في دقتها إذ قال: إذا فشلت نتائج التجربة أو المشاهدة الأولى في دعم الفرض، فمن الممكن أحيانا بدلا من نبذه كليا في أن نوفق بينه وبين الحقائق المعارضة له بواسطة فرض إيضاحي ثانوي؛ أي مساعد، المهم دائما هو قبول النقد.»

4

ومعني هذا أنه عندما يضع العالم فرضا لتفسير ظاهرة ما، فإنه يقوم بالاستنتاج من هذا الفرض بعض النتائج التي تمثل اختيارا لهذا الفرض. والحقيقة أن عملية الاستنتاج لا تكون من الفرض وحده؛ ذلك أن العالم يقوم بالاستنتاج من الفرض مقترنا مع مجموعة إضافية من الفروض، وهي ما يطلق عليها الفروض المساعدة

Auxiliary Hypotheses (الفرض المساعد هو الذي يمكن اختياره في حد ذاته، وتؤيده أمور أخرى غير التي وضع لتفسيرها فتزيد من مضمون النظرية وقوتها). وقد تكون هذه الفروض المساعدة غير مذكورة صراحة مع الفرض الأساسي. ولكن أحيانا ما يكون الفرض الأساسي متضمنا لها.

Page inconnue