La Pensée Scientifique et les Réalités Émergentes Contemporaines
التفكير العلمي ومستجدات الواقع المعاصر
Genres
»؛ فقد أعلن سنة 1905م أن الإشعاع يتألف من وحدات جسيمية منفصل بعضها عن بعض، وهذه الوحدات تسمى بالفوتونات.
وهنا يعقب دوهيم بأنه إذا كان نيوتن قد قال إن الذرات والضوء من طبيعة جسيمية. وإذا كان هويجنز قد قال إن الذرات والضوء من طبيعة موجية. وظل الخلاف حاسما حتى جاء فوكولت بالتجربة الحاسمة في صف النظرية مؤيدا لهويجنز. لكن لما جاء القرن العشرون عاد بلانك، وأيده ألبرت أينشتين، إلى النظرية الجسيمية للضوء. وظل الأمر كذلك حتى جاء العالم الفرنسي «لويس دي بروي
Louis de Broglie » المولود عام 1892م، والعالم النمساوي «إيرفين شرودنجر
Erwin Schrodinger » (1887-1961م) وعادا إلى النظرية الموجية للضوء والمادة، وعاد الخلاف الحاسم بين النظريتين من جديد. لكن الأمر الآن استقر على موقف تبناه العالم الألماني «فيرنر هيزنبرج
V. Heisenberg » والعالم «بورن
Born »، وهو أن الذرة والضوء يمكن أن يفسرا بالتصور الموجي والجسيمي معا، لكن ليس في لحظة واحدة. المادة والضوء يفسران تفسيرا جسيميا في السرعات المحدودة لحركة المادة، ويفسران تفسيرا موجيا حين تصل سرعة المادة إلى سرعة الضوء.
53
وأخيرا يختم دوهيم حديثه بأنه لا توجد ثمة تجربة حاسمة حقيقية في علم الفيزياء. قد تكون هناك تجارب حاسمة في علوم أخرى مثل علم الفسيولوجيا. أما في الفيزياء فإن التجربة الحاسمة تكون مستحيلة؛ ذلك لأنها - أي التجربة - بدلا من ذلك تبدو رحبة، بحيث تقبل الأنساق النظرية (فروضا ونظريات) لنفس الظاهرة موضع التساؤل ، فإذا كنا قد ركزنا اهتمامنا على فرضين بصدد الضوء، فإن هذا ليس معناه أنه إذا وجد أكثر من ذلك فتكون غير مقبولة، بل على العكس فإن الاصطلاحية تعلمنا كيف يمكننا طرح أكثر من فرضين متباينين ليغطي ذات الظاهرة، وليس لنا الحق في الحكم على أحد من هذه الفروض بأنه هو الصادق دون الآخر طالما أن التجربة المرنة قد رحبت وأقرته باعتباره مرشدا فقط.
54
التوجه الثاني:
Page inconnue