La Pensée Scientifique et les Réalités Émergentes Contemporaines

Mahmoud Mohammed Ali d. 1450 AH
105

La Pensée Scientifique et les Réalités Émergentes Contemporaines

التفكير العلمي ومستجدات الواقع المعاصر

Genres

اعترض لاكاتوش على بوبر بشأن التقدم العلمي؛ فقد أكد بوبر على اختبار الفرض على حدة وبصورة منفصلة، وعد ذلك مسألة جوهرية لتقدم العلم وقياس ما يضاف إليه حقيقة، فالذي لا شك فيه أنه لا يمكن أن يقرر أحد إذا كانت نظرية جسورة مهما كانت وذلك عن طريق اختيارها على انفصال، لكن فقط عن طريق اختبارها في ضوء سياقها المنهجي التاريخي. وهذا معناه أنه إذا كان بوبر في محاولته للتقدم العلمي يؤكد عمومية النظرية العلمية، مع وضع في الاعتبار تكذيب النظرية اللاحقة للنظرية السابقة عند تناقضها، فإن لاكاتوش يؤكد على أن أي نظرية تتمثل وتولد في خضم هائل من التناقضات؛ ومن ثم يمكن عمل تعديل في النسق النظري العلمي. (11)

إن التطور الذي حدث مع لاكاتوش، هو تطور نسقي لوجهات نظر بوبر؛ فبوبر نفسه أصبح أكثر وعيا بأن التجربة في الحقيقة لا يمكنها أن تكذب نظرية علمية مرة واحدة وعلى الإطلاق، فإذا كانت المعطيات التجريبية تفسر بالضرورة من خلال النظريات السائدة فإن تكذيب النظرية يكون له معنى فقط في ضوء النظرية المنافسة. ويرى لاكاتوش - على عكس بوبر - أن الشرط الضروري لقبول النظرية ليس هو القابلية للتكذيب فقط، وإنما القابلية للتأييد أيضا. وهذه الحقيقة الإبستمولوجية لها نتائج مهمة بالنسبة للبحث العلمي. (12)

إن «لاكاتوش» كان ذكيا عندما أخذ الفروض المساعدة من «بوبر»، التي تحصن بها ضد التكذيب، ثم حاول تطويرها عن صورتها الممثلة عند «بوبر» في النظام الفردي للنظريات، وأصبحت مرتبطة بالنسق ككل. وهذا هو الذي دفع «لاكاتوش» إلى تأييد «دوهيم» القائل بهذه الرؤية؛ فإنجازات العلم لم تكن النظرية على انفراد بل برنامج متكامل للبحث، مما يعني أن «لاكاتوش» يعمل بأطروحة «دوهيم»-«كواين» عند اختبار برنامج البحث، وتطوير الفروض المساعدة، لتصبح مرتبطة بالنسق ككل، فمن المعلوم لدينا أن أي فرض جديد أو نظرية أو برنامج له نتائج. (13)

إن «بوبر» رفض أطروحة «دوهيم» واختلف مع «لاكاتوش»، على أساس أن اختبار الفرض على هذا الشكل وبصورة منفصلة ينبغي أن تكون مسألة جوهرية لتقدم العلم وقياس ما يضاف إليه حقيقة. والتجربة الحاسمة فيما يرى «بوبر»، واقع ماثل في هذا الصدد. لكن بين «لاكاتوش» قصور التعامل مع النظرية بصورة منفردة، بل هي برنامج متكامل للبحث. (14)

في الوقت الذي جاءت فيه أطروحة بيير دوهيم القائلة بأنه لا يجب اختبار الفرض على حدة وبصورة منفصلة بل النسق ككل، كان إمري لاكاتوش يصمم نوعا فريدا من العقلانية. وهذه العقلانية تتمثل في نقد وتغيير برامج البحث أو المعرفة العلمية (من مفاهيم وقوانين ونظريات علمية) عبر تاريخ العلم؛ فلقد رفض لاكاتوش فكرة تبرير المعرفة التي تشكل النمو العقلاني للمعرفة العلمية، وتسعى إلى أن تحول التاريخ الداخلي للعلم لمجرد وقائع تجريبية وعبارات صلبة تعقبها تعميمات استقرائية أو قوانين علمية، كما هو واضح عند التجريبية المنطقية أو التيار الاستقرائي بشكل عام، الذي ينصرف إلى صدق القضايا الواقعية والأولية وصحة الاستدلالات الاستقرائية؛ أي إنهم انشغلوا بالمشكلات المعرفية والمنطقية إلى الدرجة التي صرفتهم عن الاهتمام المناسب بالتاريخ الواقعي.

قائمة المصادر والمراجع (أ) قائمة المصادر والمراجع العربية والمترجمة (1)

أحمد فؤاد: نظرية المعرفة عند ميشيل بولاني، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب، جامعة المنيا، 2007م. (2)

إمري لاكاتوش: تاريخ العلم وإعادة بناءاته العقلانية، تحرير إيان هاكينج، ترجمة وتقديم الدكتور السيد نفادي، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 1996م. (3)

______ : برامج الأبحاث العلمية، ترجمة د. ماهر عبد القادر، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 2000م. (4)

إيان هاكينج: فلسفة العلم عند لاكاتوش، مقال منشور ضمن كتاب الثورات العلمية، تحرير إيان هاكينج، ترجمة وتقديم الدكتور السيد نفادي، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 1996م. (5)

Page inconnue