على المدائن لما سار عنها سعد بن مسعود الثقفي عم المختار بن أبي عبيد. ثم سار الى الرقة فقال لأهلها أجسروا لي جسرا حتى أعبر من هذا المكان الى الشام فابوا عليه وجمعوا السفن غربي الفرات فناداهم الاشتر يا أهل الرقة أقسم بالله لئن لم تمدوا الينا الجسر لأضعن فيكم السيف ولأقتلن رجالكم فخافوا فنصبوا الجسر وعبر الناس.
وفي رواية ان عليا (ع) لما وصل الى الرقة ولم يجد عندها سفينة قال يا أهل هذين الحصنين اين سفنكم؟ قالوا: راحت ترعى فسبهم ثم سارت المقدمة عليها الاشتر النخعي فلقيهم أبو أعور السلمي واسمه عمرو بن سفيان في خيل أهل الشام فحملوا عليه فانهزم منهم وجاء معاوية فنزل مكانا بصفين وجاء علي (ع) فنزل مقابله ولم يكن لأصحاب علي (ع) مشرعة ونزل معاوية وأصحابه على المشارع ومنعهم الماء فارسل الأشتر الى معاوية مع صعصعة بن صوحان وقال خلوا بيننا وبين الماء فقال معاوية لأصحابه ما ترون فقال الوليد بن عقبة امنعوهم اياه كما منعوا عثمان اربعين صباحا فقال عبد الله بن سعد امنعوهم اياه حتى يرجعوا عنا فيكون ذلك وهنا لهم منعهم الله اياه يوم القيامة فقال صعصعة بن صوحان انما يمنع الله يوم القيامة الفجرة الفسقة شراب الخمور مثلك ومثل هذا الفاسق يعني الوليد بن عقبة فسبوه فقال لعنكم الله جميعا ثم خرج من عندهم.
فقال له عمرو بن العاص: يا معاوية خل لهم الماء افترى ابن أبي طالب يموت عطشا ومعه اطراف الأسنة وأفاعي العراق وشيوخ المهاجرين والأنصار والله ليطيرن قحاف الرءوس عن جماجمها قبل ذلك فارض بالموادعة ايها الرجل الى انسلاخ المحرم ولا تعجل الى الشرفان مرتعه وخيم فابى معاوية وقال والله هذا أول الظفر لا سقى الله أبا سفيان بن حرب قطرة من حوض رسول الله (ص) ان شربوا قطرة منه فقال له فياض بن الحرث الأزدي يا معاوية والله ما انصفت القوم لو كانوا (1)من الروم لما جاز منعهم فكيف وهم أصحاب رسول الله (ص) البدريون والمهاجرون والأنصار وفيهم ابن عم رسول الله (ص) وأخوه وصاحب سره وحبيبه وختنه أفلا تتقي الله يا معاوية ان هذا والله البغي والله لو سبقونا الى الماء لما منعونا اياه وكان هذا الرجل صديق عمرو ابن العاص فقال معاوية اكفني صديقك يا عمرو فقام فياض وهو يقول:
Page 86