بعيد قلبه حلو اللسان
حتى اتخذه الأداة الوحيدة للتعبير عن الغيظ والغل والحقد والحنق. فالضب الغيظ والحقد. والضغن والضغينة الغل والحقد. إذا الكلمتان بمعنى واحد، وإضافة أحدهما إلى الآخر لغو. وإن جاز استعمالها لشاعر مخضرم، لم يجز قط لناثر في هذه الأيام.
يتحرش بي
ويقولون: «وجعل يتحرش بي» أي: يتعرض ويتحكك، وفي كتب اللغة: حرش الضب واحترشه، صاده. وحرش بين القوم أغرى بعضهم ببعض. وأما تحرش فلم يسمع إلا في ديوان ابن الفارض. قال في تائيته الصغرى يصف الصبا: «لها بأعيشاب الحجاز تحرش». وقال في فائيته المشهورة: «ولقد أقول لمن تحرش بالهوى».
من أهل التشطر
ويقولون: «رجل من أهل التشطر». وقرينة الكلام تدل على أنه يراد بالتشطر الشر والفساد. وفي اللغة: شطر شطارة كان شاطرا، أي خبيثا. وشطر الشيء، جعله شطرين. وشطره، نصفه. وشاطره، ناصفه. ولكن لم يسمع عنهم «تشطر».
أدراج الدولاب
ويقولون: «سمع صريرا بأدراج الدولاب». يريدون بالدولاب ما تحفظ به الثياب وغيرها، وهو عامي. ويحسن أن تستبدل بها كلمة «صوان» جمعها: أصونة.
ما هي إلا أن
ومما يولد السآمة والضجر في نفوس القراء كثرة تكرار الكتاب لبعض التعابير التي يطالعونها في كتب بلغاء العرب، فتروقهم ويولعون باستعمالها ولا يتحولون عنها. طالعت بالأمس قصة في كتيب، فإذا بالتعبير: «وإنه ليفعل كذا إذ كذا» مكرر نحو عشرين مرة. والتعبير: «وما هي إلا أن» نحو خمس عشرة مرة. وتعابير أخرى غيرهما لا يقل تكرار أحدها عن خمس مرات. وليس لهذا كله أقل مسوغ ما دامت اللغة غنية بالتعابير عن هذه المعاني وغيرها.
Page inconnue