تقديم الناشر "علي الحمد الصالحي"
أحمدك اللهم حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا كما أنت أهله.
وأصلي وأسلم على عبدك ورسولك المصطفى ونبيك المجتبى، عدد قطرات الماء وذرات الثرى، وعدد سكان الأرض والسماء من الخلائق، وعدد ما نطق بذكر الله ناطق؛ وعدد الحركات والسكون، وعدد ما كان وما يكون.
وبعد فإن علم التأريخ من العلوم التي تناولها الكاتبون: في كافة العصور لأن فيه عدة مقاصد، منها الاعتبار بحال من مضى وما جازى الله به من أطاع وعصى في الدنيا جزاء معجلًا، ومنها أن من عرف أخبار الماضين عاش معهم في أحوالهم وأفكارهم إلى غير ذلك من المقاصد.
وقد اعتنى به أناس كثيرون خارج الجزيرة العربية ما بين خاص بقطر أو بلاد وما بين عام، أما في هذه الجزيرة فلم يعتن به إلا أفراد قلة في القرون الأولى، ثم أهمل مئات من السنين، ثم بعد دعوة الشيخ "محمد بن عبد الوهاب" كتب فيه أناس حسب ما تهيأ لهم من داخل الجزيرة وغيرها، وتعتبر دعوة الشيخ بمنزلة المطر النازل على الأرض الميتة فاهتزت وربت.
ثم كتب فيه ابن غنام والجبرتي وابن بشر وآخرون، منهم كاتب هذا التاريخ الشيخ الفاضل المؤرخ "إبراهيم بن عبيد" وقد بذل فيه جهدًا كبيرًا، وأوقاتًا ثمينة، وتابع الوقائع والحوادث حسب ما بلغ إلى علمه، فجاء هذا التاريخ عامًا في وقت مست الحاجة إليه. حافلًا بشتى الحوادث والأخبار والوفيات؛ ولعله يكون حافزًا للقراء المطلعين لجمع بقية الشتات، ونقل للحقائق من ألسنة الثقات.
"ومؤسسة النور للطباعة والتجليد" ترى عظيم المنة لمن كان مساندًا لها بالسبق لهذه المفخرة؛ وقد كانت بفضل الله عليها سباقة للخير، داعية إليه، تترسم من الأمور أعلاها.
1 / 3