170

La Rappel Concernant la Condition des Défunts et les Affaires de l'Autre Monde

التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة

Enquêteur

الدكتور

Maison d'édition

مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٥ هـ

Lieu d'édition

الرياض

الموضع الذي كنت فيه لعلي أجد به أحدًا من زوار القبور فأعلمه بالذي رأيت، قال: فمضيت إلى المكان الذي كنت فيه بالأمس فلم أر أحدًا فأخذني النوم فنمت، فإذا أنا بصاحب القبر وهو يسحب على وجهه ويقول: يا ويلتاه ماذا حل بي.
ساء في الدنيا عملي وطال فيها أجلي حتى غضب علي رب الأرباب.
فالويل لي إن لم يرحمني ربي.
قال الحارث: فاستيقظت وقد توله عقلي بما رأيت وسمعت، فمشيت إلى داري وبت ليلتي، فلما أصبحت أتيت القبر لعلي أجد أحدًا من زوار القبور فأعلمه بما رأيت ثم نمت، فإذا أنا بصاحب القبر قد قرن بين قدميه وهو يقول: ما أغفل أهل الدنيا عني، ضوعف علي العذاب وتقطعت عني الحيل والأسباب وغضب علي رب الأرباب وغلق في وجهي كل باب، فالويل لي إن لم يرحمني ربي العزيز الوهاب.
قال الحارث: فاستيقظت من منامي مرعوبًا وهممت بالانصراف، فإذا بثلاث جوار قد أقبلن فتباعدت لهن عن القبر وتواريت لكي أسمع كلامهن، فتقدمت الصغرى ووقفت على القبر وقالت: السلام عليك يا أبتاه كيف هدوؤك في مضجعك وكيف قرارك في موضعك ذهبت عنا بودك وانقطع عنا سؤالك فما أشد حسرتنا عليك، ثم بكت بكاءً شديدًا.
ثم تقدمت ابنتان فسلمتا على القبر، ثم قالتا: هذا قبر أبينا الشفيق علينا والرحيم بنا أنسك الله بملائكة رحمته وصرف عنك عذابه ونقمته، يا أبتاه جرت بعدك أمور لو عاينتها لأوهمتك ولو اطلعت عليها لأحزنتك، كشف الرجال وجوهنا وقد كنت أنت سترها.
قال الحارث: فبكيت لما سمعت كلامهن.
ثم قمت مسرعًا إليهن، فسلمت عليهن وقلت لهن: أيتها الجواري إن الأعمال ربما قبلت وربما ردت على صاحبها فما كان عمل أبيكن المخلد في هذا القبر الذي عاينت من أمره ما

1 / 282