Tadhkar dans les meilleures invocations

Al-Qurtubi d. 671 AH
178

Tadhkar dans les meilleures invocations

التذكار في أفضل الأذكار من القرآن الكريم

Genres

وفيها أحاديث كثيرة منها ما ثبت في البخاري عن أبي سعيد الخدري أن رجلا سمع رجلا يقرأ قل هو الله أحد يرددها فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له وكان الرجل يتقالها, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن)) وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ((أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلته))؟ فشق ذلك عليهم وقالوا: أينا يطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال: ((الله الواحد الصمد ثلث القرآن)) وخرجه مسلم من حديث أبي الدرداء بمعناه. وخرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((احشروا فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن)) فحشر من حشر فخرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقرأ قل هو الله أحد ثم دخل, فقال بعضنا لبعض: إني أرى هذا خبرا جاءه من السماء فذاك الذي أدخله, ثم خرج فقال: إني قلت لكم سأقرأ عليكم ثلث القرآن ألا إنها تعدل ثلث القرآن, قال بعض العلماء: إنما عدلت ثلث القرآن لأجل هذا الاسم الذي هو الصمد فإنه لا يوجد في غيرها من السور وكذلك أحد. وقيل أن القرآن أنزل أثلاثا ثلثا منه أحكام وثلثا منه وعد ووعيد وثلثا منه أسماء وصفات, وقد جمعت قل هو أحد الثلث وهو الأسماء والصفات ودل على هذا التأويل ما في صحيح مسلم من حديث أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله عز وجل جزأ القرآن ثلاثة أجزاء فجعل قل هو الله أحد جزءا من أجزاء القرآن)) وهذا نص وبهذا المعنى سميت سورة الإخلاص والله أعلم. وروي مسلم عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بقل هو الله أحد فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن فأنا أحب أن أقرأ بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروه أن الله تعالى يحبه. وروي الترمذي عن أنس بن مالك. كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء وكان كلما افتتح سورة يقرأ لهم بها في الصلاة افتتح بقل هو الله أحد فكلمه أصحابه فقالوا: إنك تقرأ بهذه السورة ثم لا ترى أنها تجزئك فتقرأ سورة أخرى؟

Page 217