189

Tacyin dans l'explication des Quarante

التعيين في شرح الأربعين

Enquêteur

أحمد حَاج محمّد عثمان

Maison d'édition

مؤسسة الريان (بيروت - لبنان)

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Lieu d'édition

المكتَبة المكيّة (مكّة - المملكة العربية السعودية)

Genres

الحديث السادس عشر:
عن أبي هريرة ﵁ أن رجلا قال للنبي ﷺ: أوصني، قال: لا تغضب، فردَّد مرارا، قال: لا تغضب. رواه البخاري (١).
الغضب في حق الآدمي قيل: فوران دم القلب وغليانه، وقيل: عرض يتبعه غليان دم القلب لإرادة الانتقام.
وفي الحديث "الغضب جمرة تتوقد في قلب ابن آدم أما ترون إلى انتفاخ أوداجه وحمرة (أ) عينيه" (٢) أو كما قال، وأما غضب الله ﷿ -أعاذنا الله ﷾ منه- فقيل: هو إرادة الانتقام (٣)، وقيل غير ذلك.
واعلم أن هذا الحديث تضمن دفع أكثر الشرور عن الإنسان لأن الإنسان في مدة حياته بين (ب) لذة وألم، فاللذة سببها ثوران الشهوة للأكل أو الشرب أو النكاح أو غيره، ودفع الألم والمكروه سببه ثوران الغضب، ثم كل واحد من اللذة والألم قد يكون تناوله أو دفعه مباحا كنكاح الزوجة ودفع قاطع الطريق، وقد يكون حرامًا كالزنا وقتال المسلمين عدوانا، وهذا

(أ) في م احمرار.
(ب) في ب في.
(١) رواه البخاري ٥/ ٢٢٦٧.
(٢) رواه أحمد ٣/ ١٩ والترمذي ٤/ ٤٨٤ قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح.
(٣) الغضب من الصفات الخبرية التي وردت في الكتاب والسنة، والحق فيها إثبات بلا تشبيه، وتنزيه بلا تعطيل، وإرادة الانتقام ليست هي هو، ولكنها لازمة له.

1 / 138