342

============================================================

(1165ب] وكبيش ومن يختارونه لكحل المشار إليهم بموضع سجنهم ] بالعلقمية بمكة، وكانوا هناك من عهد أبيه، فكحلوا بأجمعهم وأكثر الناس غافل عن ذلك . فلما عرفت بذلك السيدة الطاهرة فاطمة بنت تقبة بن رميثة والدة السيد محمد بن آحمد بن عجلان جاءت في جواريها وغلمانها إلى العلقمية مكشوفة متحرقة صارخة باكية، فرجمت ودعت بخرقة على ابنها، فأثر فيه دعاؤها قرييا، وذلك في آخر شعبان سنة ثمان وثمانين وسبع مئة .

وكان عقيب موت أبيه أرسل عطيفة بن محمد بن عطيفة بن أبى نمي الحسني المكي إلى الدولة بمصر بكتب يخبر فيها بموت والده ، وسأل آن يولى إمرة مكة عوض آبيه، فاجابوه إلى سؤاله، ووصله من الملك الظاهر عهد بالولاية وخلعة، فلبس الخلعة، وقرئ العهذ بالمسجد الحرام في مجلس حافل، وفي نفس الملك الظاهر عليه شيء، فولى عنان إمرة مكة، وكتم ذلك عنه ، وأمره بالمضى لمكة، ووكل به من يحفظه في هيئة المرسم عليه.

وجاء الخبر إلى مكة بوصوله مع الخجاج، فلم يطمئن لذلك خاطر كبيش، وأشار على محمد بن أحمد بن عجلان بأن لا يلاقي الحجاج، ولا يخدم المخمل، فذكر ذلك محمد لوالدته ، فنهته عن ذلك وقالت له : لا سوء عليك . واستأنست في ذلك بأنها أرسلت إلى الأمير جركس الخليلي - وهو من خواص الملك الظاهر وممن قدم لمكة مع الخجاج للحج تسأله عن حال ابنها، فأخبرها بأنه لا يعلم عليه سوعا . وكان حين وصوله لمكة أمر أهلها (2166) بأن لا يحملوا سلاحا . فتطير كبيش لذلك ، وهو مما / حمله على قوله لمحمد بن أحمد بن عجلان : لا تلاق الحاج . ولما دنا المحمل المصري من مكة خرج للقائه محمد بن أحمد بن عجلان في عسكره- وكان كثيرا - حتى صار برى المخمل، فانحاز عنه كبيش بحيث يراه، وتقدم السيد محمد إلى المخمل، فخدم له بتقبيله خف جمل المخمل أو ركبته على عادة آمراء الحجاز، فوتب عليه للفور باطنيان فقتلاه، وقتلا حاجبه السيد الشريف مشيرب، وساق الترك وراء كبيش فلم يدركوه، وذلك في مستهل الحجة سنة ثمان وثمانين وسبع مثة ، وكان لمحمد بن آحمد - حين قتل - من العمر نحو عشرين سنة . وبلغ والدته قتله، فخرجت من مكة باكية صارخة حتى أتت وهو بوادي الزاهر مضرج في الدماء ، فنقلته إلى المعلاة ، وغسل هناك وكفن وصلى عليه وذفن عند أبيه، ففاز بالشهادة ، ولما قتل خلع أمير المخمل على عنان بن مغامس بإمرة مكة ، ودخلها مع الترك . وبلغني أن 348

Page 346