322

============================================================

عجلان بن رميثة بامتثال كل ما يقوله له ، وأن لا يتعرض لحكم على أحد من أهل الحرم ، وقصد القاضي أبو الفضل بذلك تعظيم أهل الحرم . وكان يكثر الاتيان إلى منزل القاضى أبي الفضل، وربما نشط القاضي أبو الفضل للنزول إليه ، وريما كسل فطلع إليه السيد 1551/ أحمد مرارا مع ثقل جسمه باللحم. وحقد عليه ذلك أحمد) بن عجلان، ومكن بعض ذوى السلاطة من الاساءة على القاضي أبي الفضل : وكان كثير الزيارة للمدينة النبوية وللطائف للسيد عبد الله بن عباس ومن هناك من السادة الشهداء والصالحين رضوان الله عليهم اجمعين وكان له هناك بستان، وبمكة دور اتشأها، وغير ذلك . وكان إذا خرج لزيارة الطائف استصحب معه جمعا كثيرأ من أعيان مكة والمجاورين، ويقوم بكفايتهم مدة غيتهم عن مكة . وإذا أراد المدينة النبوية قام عن الزوار معه بما يرضى به جميع أغراب الطريق من الخفارة، ويامر الأغراب بأن لا يكلفوا غيره من الزوار مأكولا، ومكارمه كثيرة كفضائله .

وكان قوي المعرفة بالفقه والأصول والحديث والتفسير والعربية حسن التدريس والفتيا والخطابة، كثير الذكاء والفضل والدآيانة والخدمة للصالحين والاحسان إليهم، معظما للعلماء في دروسه، وقل أن يصرح بخطأ أحد منهم ، وأنما يقول - إذا ذكر كلاما لأحدهم منتقدا : وفيما قاله نظر، او : هو غير سديد، وشبه ذلك من العبارات . وكان يالغ في خدمة اعيان الوافدين من ديار مصر والشام .

وسعى لابنه خالي القاضي محب الدين النويري في قضاء المدينة النبوية وامامتها وخطابتها، فتيسر له ذلك، ودام مع وجود من يعارض فيه من الأعيان، وغاية ما تمكنوا من الخطابة والامامة وقتأ يسيرا، ثم عاد ذلك لخالي : 11551 وقد شاهدت جدي القاضي آبا الفضل يخطب الناس ) يوم الجمعة على منبر النبى وذلك في سنة إحدى وثمانين وسبع مية . واخر زيارته للطائف في سنة ست وثمانين وسبع مئة، وهناك ابتدأ مرض موته ، وأمر زوجته - وكانت عاقلة لبيبة- بالاجتهاد في السير به إلى مكة، لأنه ذكر لهم أنه رأى منجما بالشام، فضرب له تحت رمل، فأخبره فيه بسعادة كبيرة ينالها، وبمبلغ عمره، وذكر قوله في هذا المرض، وحسب عمره، فإذا هو في السن التي ذكرها له المنجم. فاجتهدت زوجته في السير به، وسارت به 328

Page 326