إذا أخذ الحيوان فى الحد فقد استغنى عن جميع ما يدل عليه الحيوان من الحس والحركة إذ قد أورد فيه ذلك بالقوة القريبة ، وكذلك الحال فى الفصل إذا أخذ فيه الفصل الخاص بالمحدود ، والحد يجب أن يكون فيه جميع الذاتيات لها بالفعل أو بالقوة القريبة من الفعل.
نسبة القياس المطلق إلى البرهانى نسبة عام مقوم. ونسبة القياس الجدلى إلى البرهانى نسبة عارض ، فإنه وإن كان أعم منه فهو غير مقوم له. فالقياس المطلق تقدم على البرهانى بالضرورة. لأنه مقدم له ، وهذا تقدم عليه بالأولى والأحرى.
معقولات المقدمات مؤدية إلى معقولات النتائج ، فهى متقدمة عليها تصورا وتصديقا.
الحدس بالوسط لا يكون بفكر ، فإنه يسنح للذهن دفعة واحدة. وأما طلب الوسط فيكون بفكر وقياس. والفكرة هى استعمال النفس القوة التي فى وسط الدماغ واستعراض ما عندها من الصور ، ويكون بحركة ، واستفادة النتيجة يكون بفكر وقياس ، والمقدمات يكون العلم بها علما بالنتيجة بالقوة لأنها مؤدية إليها.
التذكر قد يكون سببا سانحا ، وقد يكون روية.
غايات الجزاف والعبث لا تكون بحسب الروية.
إذا لم يكن اللازم على سبيل الحمل والوضع لم يكن الأصغر مضمنا فى الأكبر ، وذلك كما نقول : إن كانت الشمس طالعة فالنهار موجود ، فإن لزوم وجود النهار لطلوع الشمس غير مضمن فى طلوع الشمس ، بل ذلك لازم ، وهو بدل عليه دلالة اللزوم لا دلالة التضمن.
قوله : «إليه توجه الطلب» أى أن الأكبر هو المطلوب أولا ، وهو الذي يجب أن يعلم هل هو موجود للأوسط ، فأما الأوسط للأصغر فإنه قد كان معلوما.
الحركة لا أول لها فإنها تنقسم بانقسام المسافة.
تركيب الحد تركيب تقييد لا تركيب قول جازم ، فلا يتعلق به الصدق والكذب كما تحد النقطة بأنها شىء لا جزء له فإنك لست تخبر بأنها شىء لا حد له بل تحدها. وكما تحد الإنسان بأنه حي ناطق ، فإن معناه أنه حيوان ، ذلك الحيوان الذي هو ناطق ، فليس هاهنا حمل ووضع كما فى تركيب القول الجازم إذ هاهنا حمل ووضع.
العقل يفرض ثلاثة أكوان : أحدها : الكون فى الزمان وهو «متى» الأشياء المتغيرة التي يكون لها مبدأ ومنتهى ، ويكون مبدؤه غير منتهاه ، بل يكون متقضيا ويكون دائما
Page 141