(١) وأَنشَدَنا أبو بكر بن دريد فيما أملاه علينا من معاني الشعر:
إذا ما أجتلى إليها بطرفه ... غروب ثناياها أنار وأظلمّا
الغروب: حد الأسنان، واحدها غرب. والراني: المديم النظر.
وقوله: انار واظلم، أي ضوءًا وظلمّا، والظلم: ماء الاسنان.
(٢) وحدثنا أبو بكر ﵀ قالَ حدثنا عبد الرحمن عن عمه قالَ: قدم أعرأبي البصرة فنزل على قوم من بني العنبر وكان فصيحًا، فكنا نسير إليه فلا نعدم منه فائدة، فجدر ثم برأ، فأتيناه يوما فأَنشَدَنا.
ألم ياتها إني تلبست بعدها ... مفوفة صناعها غير أخرقا
وقد كنت منا عاريا قبل لبسها ... فكان لباسيها أمر وأعلقا
قالَ أبو علي: أعلق: أشد مرارة، وهذه الكلمة أول كلمة سمعتها من أبي بكر بن دريد، دخلت عليه وهو يملي على الناس، العرب تقول: هذا أعلق من هذا، أي أمر منه، وأَنشَدَنا: