﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾، أي: جنس الحمد، أو كل فرد من أفراده، أو الحمد المعهود ثابت أو مختص أو مملوك لله، وهو الثناء على الله تعالى بجميل صفاته.
﴿الَّذِي هَدَانَا﴾، أي: أرشدنا وأوصلنا لهذا المشار إليه بالنسبة للآية القرآنية، هو ما امتنَّ الله تعالى به على أهل الجنَّة من النَّعيم المقيم، فهو من مقولهم فيها. وبالنسبة لما نحن فيه، المشار إليه هو ما مَنَّ به تعالى على المصنف من تأليف "رياض الصالحين"، وتيسير أسباب ذلك له، فهو من مقوله على طريق الاقتباس.
﴿وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ﴾، أي: مهتدين وواصلين لهذا ﴿لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ﴾ حذفه خبر لولا اكتفاءً بدلالة ما قبله عليه، وفيه نص على أنَّه لا مهتدي إلَّا من هداه الله.
وفي "الصحيح":
والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدَّقنا ولا صلَّينا
(اللَّهُمَّ) أي: يا الله، (صلِّ)، أي: ارحم الرَّحمة المقرونة بالتَّعظيم واجعلها متراسلة (على محمَّد عبدك) بدأ به لأنَّه أشرف أوصافه، وأسنى نعوته ﷺ (ورسولك) إلى الخَلْق كافَّة كما يؤذن به حذف المعمول، (النَّبي) أتى به توطئة للوصف بقوله: (الأُمِّيّ) هو الذي لا يقرأ ولا يكتب.
(وعلى آل محمَّد) فصل بينه وبين آله بعلى ردًّا على الشيعة؛ فإنهم يمنعون ذلك وينقلون فيه حديثًا موضوعًا لفظه: "مَن فَرَّقَ بيني
1 / 30