234

Commentaire sur le Muwatta concernant l'explication de ses langues, les subtilités de sa grammaire et ses significations

التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه

Enquêteur

الدكتور عبد الرحمن بن سليمان العثيمين (مكة المكرمة - جامعة أم القرى)

Maison d'édition

مكتبة العبيكان

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢١ هـ - ٢٠٠١ م

Lieu d'édition

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

﴿إِنَّمَا النَّسِيُّ ...﴾.
أَوْ يَكُوْنُ مُشْتَقًّا مِنَ النُّبُوَةِ: وَهُوَ المَكَانُ المُرْتَفِعُ مِثلِ النَّجْوَةِ، والنَّبِيُّ: مُشْرفٌ عَلَى الخَلْقِ؛ أَي: مُرْتَفِعٌ عَلَيهِمْ، ويُقَالُ لِلْمُرْتَفِعُ مِنَ الأرْضِ نَبِيٌّ.
والقولُ الثَّالثُ: أَنْ يَكُوْنَ سُمِّي نَبِيًّا؛ لأنَّه وَاسِطَةٌ بَينَ الخَلْقِ والخَالِقِ يَقُوْدُهُم إِلَيهِ، ويَعْبُرُوْنَ إِلَى ثَوَابِهِ علَى يَدَيهِ، فَشُبِّهَ بالنَّبِيءِ، وَهُوَ الطَّرِيقُ الوَاضِحُ البينُ. وَرَوَى حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ (١) عَن حُمرَانَ (٢) مَوْلى ابنِ أَعيَنَ قَال: "قَال رَجُلٌ:

= القَلْبُ مِثْل القَلْبِ في ﴿النَّسِيُ﴾ لأنَّ "النّسَيَّ" بِتَشْدِيدِ اليَّاءِ عَلَى وَزْنِ "فَعِيلٍ" تَخْفِيفٌ قِيَاسِيُّ، وَلَيس "النَّسْيُ" كَذلِكَ، كَمَا أنَّ مَقْرُوْءَةٌ في مَقْرُؤَةٍ تَخِفِيفٌ قِيَاسِيٌّ، وَسِيبَوَيهِ لَا يُجِيزُ نَحْوَ هَذَا القَلْبِ الَّذِي في "النَّسْيُ" إلَّا في ضَرُوْرَةِ الشِّعْرِ، وأبُو زَيدٍ يَرَاهُ، وَيَرْوي كَثِيرًا مِنْهُ عَنِ العَرَبِ". وَيُراجع: إعراب القِرَاءَاتِ لابن خَالويه (١/ ٢٤٦)، وفيه رِوَايَةٌ عن ابن كثير، والمحتسب (١/ ٢٨٧)، والكَشَّاف (٢/ ١٨٩)، والبَحر المحيط (٥/ ٣٩، ٤٠)، والدُّرُّ المَصُوْن (٦/ ٤٦)، وهي روايةُ وَرْشٍ عن نَافعٍ، وأبي جَعْفَرٍ، والزُّهْرِيِّ، وحُمَيدٍ.
(١) هُوَ حَمْزَةُ بنُ حَبِيبِ بن عُمَارَةَ بن إسماعيل التَّيمِيُّ الكُوْفِيُّ المُقْرِيءُ، أحَدُ السَّبْعَة. مَوْلَى آل عِكْرِمَةَ بنِ رِبْعيٍّ التَّيمِيِّ، أدركَ الصَّحابة بالسِّنِّ، ولا يُدْرَى هَلْ رَأَى بَعْضَهُم. قَرَأ القُرآن على الأعْمَشِ وحُمْرَانَ بنِ أعْيَنَ، ومُحَمَّدِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَن بن أبِي لَيلَى، وطَلْحَةَ بن مصرِّف، وجَعْفَرِ الصَّادقِ ... وغَيرِهِمْ. قَرَأ عليه الكِسَائيُّ، وسليمُ بنُ عِيسى وغَيرُهُمَا. حَدَّثَ عنه الثّورِيُّ وشُرَيكٌ (ت ١٥٦ هـ). أخبارُهُ في: طَبقاتِ ابنِ سَعْدٍ (٦/ ٣٨٥)، وَالجَرْحِ والتَعْدِيلِ (٣/ ٢٠٩)، وسيرِ أعلامِ النبلاء (٧/ ٩٠)، وَمعرفةِ القُرَّاءِ (١/ ١١١)، وَغَايَةِ النِّهايةِ (١/ ٢٦١)، وشذرات الذَّهب (١/ ٢٤٠).
(٢) هُوَ مَوْلَى بَنِي شَيبانَ أخذ القِرَاءَةَ عَرَضًا وسَمَاعًا عن عُبيدِ بنِ نُضَيلَةَ، وَأبِي حَرْبِ بنِ أبي الأسْوَدِ، وَيَحيَى بنِ وَثَّابٍ، عَرَضَ عَلَيةِ حَمْزةُ الزَّيَّاتُ. وَقَدْ سَمعَ من أبي الفَضْل عامر بن وَاثِلَةَ، وَأبِي جَعْفَرٍ الباقرِ. وَلَمْ يَكُنْ في الحَدِيثِ ذَا مَنزلَةٍ، فَقَدْ قَال عَنْهُ يَحْيَى بنُ مَعِينٍ: =

1 / 138