134

Commentaire sur le Muwatta concernant l'explication de ses langues, les subtilités de sa grammaire et ses significations

التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه

Chercheur

الدكتور عبد الرحمن بن سليمان العثيمين (مكة المكرمة - جامعة أم القرى)

Maison d'édition

مكتبة العبيكان

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢١ هـ - ٢٠٠١ م

Lieu d'édition

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

سَارَ لَيْلًا، ويُرْوَى بَيْتُ النَّابِغَةِ (١) عَلَى وَجْهَيْنِ:

= والسُّرَى: سَيْرُ اللَّيْلِ مُؤَنَثَّة، وقَال امْرُؤُ القَيْسِ [ديوانه: ٩٣]:
* سَرَيْتُ بِهِمْ حَتَّى تكِلُّ مُطِيُّهُمْ *
وَقَال النَّابِغَةُ [ديوانه: ١٨]:
* أَسْرَتْ عَلَيْهِ مِن الجَوْزَاء سَارِيَةٌ *
وَلَمْ يَقُلْ: مُسْرِيَةٌ، ويُنْشَدُ: "سَرَتْ" قَال الأخْطَل [شعره: ٣٩]:
لَعَمْرِي لَقَدْ أَسْرَيْتُ لَا لَيْلَ عَاجزٍ ... بسَاهَمِةَ الخَدَّيْنِ طَاويَةِ القُرْبِ
أَمَّا قَوْلُهُ: "قُرِئَ بِهِمَا" فَفِي قَوْله تَعَالى: ﴿فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ﴾ في سورة هود، الآية: ٨١، قال ابنُ خَالوَيْهِ في إِعراب القراءات: "قرأ ابنُ كَثيرٍ ونَافِعٌ ﴿فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ﴾ بوَصْلِ الألِفِ مِنْ كُلّ القُرآن مِنْ سَرَى يَسْرِي. وقَرَأَ البَاقُوْنَ: ﴿فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ﴾ بِقَطْعِ الألفِ من أَسْرَى يُسْرِي وهُمَا لُغَتَانِ فَصِيْحَتَانِ نزَلَ بِهِمَا القُرْآن، قال اللهُ تَعَالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾ وهَذ حُجَّةٌ لِمَنْ وَصَلَ وَهذَا البَيْتُ يُنْشَدُ عَلَى وَجْهَيْنِ:
أَسْرَتْ عَلَيْهِ مِنَ الجَوْزَاءِ سَارِيَةٌ ... تُزْجِي الشَّمَالُ عَلَيْهَا جَامِدَ البَرَدِ
ويُرْوى: "سَرَتْ إِلَيْه" والسُّرَى: سَيْرُ اللَّيْلِ خَاصَّةً ولا يَكُوْنُ بالنَّهَارِ، وهي مُؤَنَّثَةٌ يُقَالُ: هَذِه سُريّ، أَخْبَرَني بذلِكَ أَبُو بَكْرِ بنُ دُرَيْدٍ عَنْ أَبي حَاتِمٍ.
وقَال آخرُ [امرؤ القَيْس، ديوانه: ٩٣]:
سَرَيْتُ بِهِمْ حَتَّى تكِلَّ مُطِيُّهُمْ ... وَحَتَّى الجِيَادُ مَا يُقَدْنَ بأرسَانِ
وقَال آخرُ [عَمْرُو بنُ مَعْدِي كَرِبٍ، ديوانه: ١٢٨]:
سَرَى لَيْلًا خَيَالًا مِنْ سُلَيْمَى ... فَأَرَّقَنِي وأَصحَابِي هُجُوْدُ
وَفَرَّقَ قَوْمٌ بَيْنَ "سَرَى" و"أَسْرَى" مِنْهُم أَبُو عَمْرٍو الشيْبَانِيُّ فَقَال: سَرَى مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، وَأسْرَى مِنْ آخره" والله تَعَالى أَعْلَمُ.
(١) ديوانه: ١٨)، وعَجزُهُ:
* يُزْجِي الشمالُ عَلَيْهَا جَامِدَ البَرَدِ *

1 / 37