L'Expressivisme dans la poésie, la nouvelle et le théâtre
التعبيرية في الشعر والقصة والمسرح
Genres
وقد نجحت المسرحية نجاحا هائلا عندما عرضت لأول مرة (سنة 1918) على المسرح الألماني في برلين. وقام بإخراجها المخرج التعبيري الشهير ماكس رينهارت.
وأخيرا فلا يمكننا أن نغفل تلك الشخصية الثورية الحالمة التي يوشك صاحبها أن يكون نبيا ملهما من أنبياء الثورة الاشتراكية في العصر الحديث، أولئك الذين «تعذبوا وضحوا وذاقوا في سبيلها مرارة البؤس والسجن والتشرد والحرمان»؛ وأعني به إرنست تولر (1893-1939) الذي كتب أعنف مسرحيات التعبيريين هجوما على الحرب، وأشدها سخطا على عبودية الإنسان الحديث للآلة، وأخلصها دعوة إلى نظام اشتراكي يحقق السلام والعدالة وينصف العمال والفقراء. ومن أهم المسرحيات التي كتبها وأشهرها: «الإنسان والجماهير»، «محطمو الآلات» و«هنكمان» و«العدالة» وغيرها من الأعمال التي أعانت المخرج المشهور أرفين بسكاتور على خلق مسرحه السياسي، إذ ألهمته أن يستعين في إخراجها بمكبرات الصوت والصور السينمائية واللافتات، واستخدام المجاميع البشرية الهائلة وغيرها من الوسائل المعروفة اليوم في المسرح السياسي والتسجيلي.
ولا يكاد أحد من المهتمين بالمسرح التعبيري ينسى اسم المثال والرسام إرنست بارلاخ (1870-1938) الذي كتب مجموعة من المسرحيات الغريبة بأسلوب شاعري غامض ولغة مفعمة بعاطفة دينية صادقة ورغبة مخلصة في البحث عن الله وسط حطام هذا العالم. وما دمنا لا نملك الحديث بالتفصيل عن هذه المسرحيات فلا أقل من التنويه بأسماء بعضها مثل: «اليوم الميت» و«اللقيط» وأفراد أسرة زيد يموند الأصلاء، وبول الأزرق، والطوفان.
ثم نصل إلى هذا الكاتب العبقري السيئ الحظ الذي أشرت إليه من قبل وهو «هانز هيني يان»، وقد كتب مسرحيات غريبة محمومة «كالراعي إفراييم ماجنوس»، و«الطبيب وزوجته وابنه»، و«الإله المسروق»، و«ميديا»، و«الفقر والثروة» و«الإنسان والحيوان» ... إلخ.
ولا بد من الحديث أيضا على أعظم كتاب المسرح الألمان في القرن العشرين، ألا وهو برتولت برشت.
7 (1898-1956) الذي خرج من عباءة التعبيريين واغترف في شبابه الأول من نبعهم. وإذا ذكرت المرحلة التعبيرية في إنتاجه المسرحي ذكرت معها مسرحياته الأولى «بل» و«طبول في الليل» - وقد مثلت منذ سنوات قليلة على خشبة مسرح الجيب في القاهرة - و«في أحراش المدن» و«إنسان بإنسان»، ثم الأوبرا المشهورة «القروش الثلاثة» وأوبرا «ماهاجوني»
8
وكلها تفيض بالروح الشاعرية والنزعة العدمية والنقد اللاذع للمجتمع البرجوازي والرأسمالي، كما تحمل الكثير من خصائص الحركة التعبيرية ورفضها وتجاوزها في نفس الوقت، وتمهد للتطور الكبير الذي طرأ على فكر برشت وأدبه من الالتزام الجامد بالمذهب الماركسي إلى النظرة الاشتراكية والإنسانية الرحبة في أواخر حياته، وتنبئ إلى جانب هذا كله بالتحول الهام في تصوره للبناء المسرحي ودعوته إلى التخلص من الشكل التقليدي وتدعيم المسرح الملحمي
9
الذي يحطم قواعد أرسطو ويتخلص من وهم المسرح الكلاسيكي. ويلائم عصر النظرة العلمية والكفاح في سبيل القضاء على الرأسمالية وبناء المجتمع الاشتراكي العادل. •••
Page inconnue