L'Expressivisme dans la poésie, la nouvelle et le théâtre
التعبيرية في الشعر والقصة والمسرح
Genres
والمفكرون أيضا لم يفكروا إلا في الله،
وتوزعوا بين الراعي والحمل،
ومن الكأس ظهرهم الدم. •••
والجميع اندفقوا من الجرح الواحد،
كسروا الرغيف، الذي ذاقه كل من شاء،
آه أيتها اللحظة البعيدة القاهرة الممتلئة،
التي عانقت الأنا الضائعة أيضا ذات يوم.
ولا يعنينا أن نناقش هذه القصيدة التي تستشف فيها صفاء لم نعهده في القصائد المبكرة، ونلمح فيها اتساع الأبعاد الميتافيزيقية والفنية في رؤية الشاعر واستخدامه للاصطلاحات العملية والرياضية بطريقة شاعرية رقيقة، والتماسه للوحدة والمعنى وسط طوفان الظلام والقسوة والحداد؛ لا يعنينا هذا كله، وإنما المهم في هذا المجال هو أن «بن» قد أسهم في شبابه في الحركة التعبيرية، وشارك فيها بنقده الصارخ للمجتمع وتحليلاته القاسية للأمراض، ثم خرج عنها في إنتاجه الذي نشره بعد الحرب العالمية الثانية وأصبح وجها بارزا من وجوه الشعر الحديث في القرن العشرين، وأحد الأعلام الذين أثروا على بنائه الغريب المحير الشاذ، وشغلوا الشعراء والمثقفين في بلادهم وما زالوا يشغلونهم إلى اليوم.
فإذا انتقلنا إلى غير «بن» وتراكل وهايم من شعراء التعبيرية، كان لزاما علينا - لضيق المجال - أن نكتفي بالإشارة إلى بعض الأسماء التي تقل شأنا عن أولئك الثلاثة الكبار. لقد اندثرت بعض هذه الأسماء من ذاكرة القراء وانطوت في زاوية مظلمة من ذاكرة التاريخ الأدبي، وفقد بعضها الآخر ما كان له في أيامه من لمعان الشهرة والمجد، وما أثاره في حينه من ضجيج وغبار.
هناك مثلا هذه الشاعرة الغريبة الأطوار «إلزه لاسكر-شولر» التي لا تزال المنتخبات الشعرية تحتفظ لها بمكان ضئيل، ولا تزال الأجيال القديمة تتحدث عن حياتها العجيبة الشاذة التي تشبه حياة الشعراء الصعاليك.
Page inconnue