٦٩- أخبرنا محمود، قال: أنا عبد الله، قال: أنا الحسن بن علي، قال: أنا أبو الحسن المدائني، قال صدقة بن عبد الله المازني:
مات حنظلة بن الربيع الأسيدي، فجزعت عليه امرأته، فلمنها جاراتها، وقلن لها: إن هذا يحبط أجرك؟ فتمثلت بشعر رجلٍ رثى حنظلة:
تعجب الدهر لمحزونةٍ ... تبكي على ذي شيبةٍ شاحب
إن تسأليني اليوم ما شفني ... أخبرك أني لست بالكاذب
أن سواد العين أودى به ... حزنٌ على حنظلة الكاتب
وكان حنظلة قد كتب لرسول الله ﷺ.
٧٠- أخبرنا محمود، قال: أنا عبد الله، قال: أنا الحسن بن علي، قال: أنا أبو الحسن المدائني، قال: قال إسحاق بن أيوب، وعامر بن ⦗٥٦⦘ حفص، ومسلمة بن محارب، قالوا: قدم عروة بن الزبير على الوليد بن عبد الملك، ومعه ابنه محمد بن عروة، فدخل محمد بن عروة دار الدواب، فضربته دابةٌ، فخر، فحمل ميتًا؛ ووقع في رجل عروة الأكلة، ولم يدع ورده تلك الليلة. فقال له الوليد: اقطعها. قال: لا. فترقت إلى ساقه. فقال الوليد: اقطعها، وإلا أفسدت عليك سائر جسدك؛ فقطت بالمنشار، وهو شيخٌ كبيرٌ لم يمسكه أحدٌ. فقال: ﴿لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا﴾ . وقدم على الوليد تلك الأيام أقوامٌ من بني عبسٍ، فيهم رجلٌ ضريرٌ، فسأله الوليد بن عبد الملك عن عينه، فقال: بت ليلةً في بطن وادٍ، ولا أعلم في الأرض عبسيًا يزيد ماله على مالي؛ فطرقنا سيلٌ، فذهب بما كان لي من أهلٍ ومالٍ وولدٍ، غير بعيرٍ، وصبي مولودٍ. وكان البعير صعبًا؛ فند البعير، فوضعت الصبي، واتبعت البعير، فلم أجاوز إلا قليلًا؛ حتى سمعت صيحة ابني، فرجعت إليه، ورأس الذئب في بطنه يأكله؛ واستدرت [إلى] البعير لأحبسه فنفحني برجله، فأصابني؛ فحطم وجهي، فذهبت عيناي؛ فأصبحت لا مال لي، ولا بصر، ولا ولد. فقال الوليد: انطلقوا به إلى عروة، فنخبره، حتى يعلم أن في الناس من هو أعظم بلاء منه. وشخص عروة إلى المدينة، فأتته قريشٌ والأنصار، يعزونه في ⦗٥٧⦘ ابنه ورجله؛ فقال له عيسى بن طلحة بن عبيد الله: أبشر يا أبا عبد الله، قد صنع الله بك خيرًا، والله ما بك حاجةٌ إلى المشي. قال: ما أحسن ما صنع الله إلي، وهب لي سبعة بنين، فمتعني بهم ما شاء، ثم أخذ واحدًا وترك ستةً، ووهب لي ست جوارح، فمتعني بهن ما شاء، ثم أخذ واحدًا، وأبقى لي خمسةً، يدين ورجلًا وسمعًا وبصرًا. [ثم قال: اللهم، لئن كنت أخذت لقد أبقيت، ولئن كنت ابتليت لقد عافيت] .
٧٠- أخبرنا محمود، قال: أنا عبد الله، قال: أنا الحسن بن علي، قال: أنا أبو الحسن المدائني، قال: قال إسحاق بن أيوب، وعامر بن ⦗٥٦⦘ حفص، ومسلمة بن محارب، قالوا: قدم عروة بن الزبير على الوليد بن عبد الملك، ومعه ابنه محمد بن عروة، فدخل محمد بن عروة دار الدواب، فضربته دابةٌ، فخر، فحمل ميتًا؛ ووقع في رجل عروة الأكلة، ولم يدع ورده تلك الليلة. فقال له الوليد: اقطعها. قال: لا. فترقت إلى ساقه. فقال الوليد: اقطعها، وإلا أفسدت عليك سائر جسدك؛ فقطت بالمنشار، وهو شيخٌ كبيرٌ لم يمسكه أحدٌ. فقال: ﴿لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا﴾ . وقدم على الوليد تلك الأيام أقوامٌ من بني عبسٍ، فيهم رجلٌ ضريرٌ، فسأله الوليد بن عبد الملك عن عينه، فقال: بت ليلةً في بطن وادٍ، ولا أعلم في الأرض عبسيًا يزيد ماله على مالي؛ فطرقنا سيلٌ، فذهب بما كان لي من أهلٍ ومالٍ وولدٍ، غير بعيرٍ، وصبي مولودٍ. وكان البعير صعبًا؛ فند البعير، فوضعت الصبي، واتبعت البعير، فلم أجاوز إلا قليلًا؛ حتى سمعت صيحة ابني، فرجعت إليه، ورأس الذئب في بطنه يأكله؛ واستدرت [إلى] البعير لأحبسه فنفحني برجله، فأصابني؛ فحطم وجهي، فذهبت عيناي؛ فأصبحت لا مال لي، ولا بصر، ولا ولد. فقال الوليد: انطلقوا به إلى عروة، فنخبره، حتى يعلم أن في الناس من هو أعظم بلاء منه. وشخص عروة إلى المدينة، فأتته قريشٌ والأنصار، يعزونه في ⦗٥٧⦘ ابنه ورجله؛ فقال له عيسى بن طلحة بن عبيد الله: أبشر يا أبا عبد الله، قد صنع الله بك خيرًا، والله ما بك حاجةٌ إلى المشي. قال: ما أحسن ما صنع الله إلي، وهب لي سبعة بنين، فمتعني بهم ما شاء، ثم أخذ واحدًا وترك ستةً، ووهب لي ست جوارح، فمتعني بهن ما شاء، ثم أخذ واحدًا، وأبقى لي خمسةً، يدين ورجلًا وسمعًا وبصرًا. [ثم قال: اللهم، لئن كنت أخذت لقد أبقيت، ولئن كنت ابتليت لقد عافيت] .
1 / 55