وعلى آله نجوم الاقتداء وخلفائه الأربعة الشهدا وكافة جنده وحزبه الذين خاضوا في مرضاته ومرضاة ربه غبرات اليوم الكريه وعمران الهول الكريث والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
هذا وإن شرف هذه الأمة في القديم والحديث باتصال سلسلة سندها بنبيها وشعف هذه اللمة من أهل الحديث بالارتسام في أدنى درجات خير القرون قرني لا في دنيها حملهم على أن هجروا الملذوذات والشهوات وأعملوا حروف اليعملات في فيافي الفلوات فسارت تفري فراها فري الأديم وطارت في تأويبها وسراها تباري الريح العقيم تسائل كل من تلقى لعلها تلفي سلسلة عالية تتصل بالعروة الوثقى ثقة بضمان نبيها صلى الله عليه وسلم الجنة لمن روى حديثا تقام به سنة ثم جئنا نحن على الأثر نتعلل بالوقوف على رسم قد درس ودثر ونود الاقتفاء لسبيلهم والاقتداء بدليلهم لو ساعدنا أو ساعف القدر وتصدنا عن الرحلة كما ارتحلوا وإعمال عوامل النقلة كما أعلموا أوطان وأوطار ومخاوف وأخطار ومسالك لا تخطر السلامة فيها على البال إلا بالأخطار فنقنع بالمحبة في طريقهم والاتسام بسمة فريقهم
(ولربما يكفي المحب تعللا ... آثارهم ويعد ذلك غنيمة)
ولمن حاله هذه سوغ الأئمة رضي الله تعالى عنهم الإجازة بالكتابة واستحبوا لمن طلب ذلك منه من أعلام الملة الإجابة لئلا تزال السلسلة متصلة والفضيلة التي خص الله تعلى بها هذه الملة الشريفة
Page 456