وكان أول شيء استرعى أنظارنا في باكستان هو البان ...
و«البان» عبارة عن ورقة خضراء من أوراق شجرة معينة، وتدهن الورقة بسائل لزج أحمر اللون ثم يوضع عليها بعض التوابل وكمية من الجير ... ومن أهم التوابل التي توضع في الورقة جوزة الطيب والحبهان والمستكة ... إلخ، وكلما تعددت الأصناف ارتفعت قيمة «البان». وإذا انتهى إعداد ورقة «البان» ووضعت عليها كل هذه الأشياء لفت بعناية وقدمت للمشتري الذي يتناولها في الحال ويضعها في جانب من فمه ويشرع في مضغها، وهي بمثابة اللبان الأمريكي (التشوينج جم) الذي لا يستغني عنه أمريكي.
والفقراء والأغنياء في باكستان يستعملون البان، على أن «بان» الأغنياء يتميز بكثرة ما يوضع فيه من توابل، بل لقد سمعت أن بعضهم - أي بعض الأغنياء - يضع في البان تراب الماس بعد صحنه جيدا، وكثيرا ما يقدم المضيف إلى ضيوفه البان الفاخر ملفوفا في الورق المفضض.
سألت فتاة باكستانية مثقفة: هل تمضغين البان؟
قالت: طبعا!
سألتها: ولماذا؟
قالت: لأنه مفيد للصحة بوجه عام ... وللأسنان بوجه خاص!
قلت: ولكنه يترك أثرا أحمر اللون في الفم والأسنان!
قالت: ولكن هذا لا يهم إذا قيس بالفائدة التي يجنيها ماضغ البان!
وهذا هو «البان» أو «اللبان» الباكستاني!
Page inconnue