قال: إن النساء هن اللاتي يقمن بهذه المهمة فيخطبن البنات لأولادهن ...
وسادت فترة صمت طويلة ... قطعها الرجل أخيرا بقوله: ومع ذلك فنحن نكرم المرأة وإذا تزوجت الفتاة فإن والدها يمنحها عند زواجها نصيبها من ممتلكاته كاملا ... حتى نصيبها في أثاث منزله ومقتنياته يجب أن تحصل عليه عندما تتزوج، هذا عدا نفقات الزواج!
وضحك السيد ثم قال يختتم الحديث: وأنا مثلا عندي أربع فتيات، ولا شك أنه عندما يتم زواجهن جميعا سأكون قد أفلست تماما ... أليس كذلك؟ •••
وإذ كنت قد شهدت البردة في باكستان وسمعت حديث الحجاب وحديث المرأة التي لا تغادر منزلها، فقد رأيت أن أشهد صورة أخرى للمرأة الباكستانية الحديثة، ولذلك طلبت مقابلة البيجوم لياقت علي خان
1 (أو قائد الملة) ... وتمت المقابلة بمنزلها في ضواحي كراتشي.
وقد كانت أول مقابلة لها مع أعضاء الوفد الصحفي كله، ولا أزال أذكر كيف كانت تحدثنا في هذه المقابلة عن آمالها وآلامها، وكان من بين ما قالته لهم في لحظة من لحظات حماستها إن بعض الرجعيين المتعصبين من الرجال يعارضون تقدم المرأة ولا يشجعونها على خلع البردة، وقالت إنهم بذلك يشيعون الشلل في نصف المجتمع ... وقالت: إنه لا يرجى تقدم إلا إذا تخلصنا من هذه الذقون!
ورفعت بيجوم لياقت نظرها فإذا بها تفاجأ بوجود شخص له لحية بين المستمعين! وضحكت البيجوم وقد أصابها شيء من الخجل، ثم وجهت الحديث إلى صاحب اللحية قائلة: إنني آسفة! ولكن ذقنك أنت قصيرة على كل حال، ليست من نوع الذقون التي أتحدث عنها! ...
وقد أعجبت منذ المقابلة الأولى بشجاعة بيجوم لياقت علي خان، التي تعتبر اليوم زعيمة الحركة النسائية في باكستان؛ فقد رأيتها متحررة ثائرة تطلب العدالة والمساواة لبنات جنسها، ولهذا التمست مقابلة خاصة فأجيب طلبي على الفور.
وخيل إلي أنني أتحدث إلى المغفور لها هدى هانم شعراوي، فطلبت منها أن تحدثني عن تاريخ النهضة النسائية في باكستان، فانطلقت تتحدث في حماس تقول:
لقد نجم عن تقسيم شبه جزيرة الهند إلى دولتين مذابح كثيرة، ورأيت من واجبي وواجب نساء الباكستان المساهمة في تمريض الجرحى والمنكوبين، وخاصة بعد أن شهدنا حوادث القتل بأعيننا.
Page inconnue