ولما كانت الباكستان مكونة من وحدتين متباعدتين فقد استلزم ذلك قيام حلقة اتصال بينهما عن طريق البحر، ولذا استدعت الضرورة أن يكون لها أسطول تجاري يتطلب بحرية ضخمة لحماية الطرق التي تسير فيها هذه السفن، وبالإضافة إلى ذلك فإن الباكستان بلد زراعي ينتج مواد أولية تصلح للتصدير كما يستورد البضائع الهامة، والأدوات الميكانيكية، ويعتمد التقدم الصناعي والاقتصادي في البلاد على سلامة مختلف الطرق البحرية، ولا يتم ذلك إلا بوجود أسطول يقوم بحماية هذه الطرق وساحل البلاد الطويل.
نموذج للقوة والحيوية والثقة بالمستقبل. أحد جنود بحرية الباكستان.
أما جيش الباكستان، غداة التقسيم، فكان مفتقرا إلى الرجال والعتاد والنظام، وكان يتكون آنذاك من 150 ألفا من الضباط والجنود، وسبب ذلك أن عددا كبيرا من الضباط والجنود الذين كان يرجى أن تتكون منهم نواة الجيش قد تركوا مبعثرين في شتى أنحاء الهند، أما اليوم فالجيش مجهز تجهيزا تاما وقد زيد عدده زيادة كافية كما ثبتت أركانه حتى غدا قوة عسكرية فعالة.
وتم استقلال الجيش الباكستاني عام 1951 بتعيين قائد عام باكستاني، واستبدال رئيس أركان الحرب وضباط الأركان البارزين في القيادة العامة وغيرهم من كبار الضباط في المراكز الرئيسية،
1
وتقدمت الأكاديمية العسكرية الباكستانية تقدما محسوسا منذ إنشائها في عام 1948 لما اشتهرت به من دقة التدريب، كما تسير كلية أركان حرب سيرا حسنا جذب إليها الطلاب من داخل البلاد وخارجها، ويرسل الجيش ضباطا إلى المعاهد العسكرية المشهورة في الخارج لاستكمال تدريبهم، ولا يزال سلاح المشاة هو العمود الفقري لجيش الباكستان. •••
أما سلاح الطيران الباكستاني فقد أخذ هو الآخر يزود نفسه بأحسن المعدات، وهو يحاول دائما أن يحصل على أحدث المعدات بسرعة.
ولما كانت الخدمة في الطيران تتطلب جهودا خاصة، فقد أنشئت مراكز عدة للتجنيد في شرق الباكستان وغربه، وتقوم فرق التجنيد بجولة في كل ناحية من نواحي الباكستان.
وقد بدت في السنوات الخمس الماضية تحسينات ظاهرة في طرق التدريب لسلاح الطيران الذي يبذل غاية جهده لكي يزود نفسه بما يحتاج إليه، وقد أعيد تنظيم معاهد التدريب السابقة حتى تساير أحدث الطرق المتبعة، وقد ابتدأت كلية سلاح الطيران الباكستاني عملها في سبتمبر عام 1947، وهي تقوم بتدريب طياري الخدمات العامة. وبازدياد عدد الطلبة في الكلية وفي قسم الأسراب الجوية في الجامعة ازدادت الحاجة إلى مدرسين يقومون بهذا العمل، وقد اتخذت خطوات سريعة لمواجهة هذا النقص، وقد قامت مدرسة الصنائع بتخريج عدد كبير من الفنيين وساعدتها في ذلك مدرسة الإشارات اللاسلكية ومدرسة الرادار.
ويبدو نشاط السلاح في سلسلة الرحلات التي قام بها في السنوات الخمس الماضية والتي تشهد له بالفخر، ففي هذه الفترة حلقت طائراته فوق المملكة المتحدة والملايو وإيران وتركيا، وتشهد الرحلات الجوية التي تقوم بها طائراته بين شرق وغرب الباكستان بمهارته. •••
Page inconnue